Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 33-33)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الأظهر أنه بدل اشتمال من قوله { ذلك هو الفضل الكبير } فاطر 32 فإن مما يشتمل عليه الفضل دخولهم الجنة كما علمت وتخصيص هذا الفضل من بين أصنافه لأنه أعظم الفضل لأنه أمارة على رضوان الله عنهم حين إدخالهم الجنة ، { ورضوانٌ من الله أكبر } التوبة 72 . ويجوز أن يكون استئنافاً بيانياً لبيان الفضل الكبير وقد بيّن بأعظم أصنافه . والمعنى واحد . وضمير الجماعة في { يدخلونها } راجع إلى { الذين اصطفينا } فاطر 32 المقسم إلى ثلاثة أقسام ظالمٍ ، ومقتصدٍ ، وسابقٍ ، أي هؤلاء كلهم يدخلون الجنة لأن المؤمنين كلهم مآلهم الجنة كما دلت عليه الأخبار التي تكاثرت . وقد روى الترمذي بسند فيه مجهولان عن أبي سعيد الخدري " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات } فاطر 32 قال « هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة » " قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . قال أبو بكر بن العربي في « العارضة » من الناس من قال إن هذه الأصناف الثلاثة هم الذين في سورة الواقعة 8 ـــ 10 { أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون } وهذا فاسد لأن أصحاب المشأمة في النار الحامية ، وأصحاب سورة فاطر في جنة عالية لأن الله ذكرهم بين فاتحة وخاتمة فأما الفاتحة فهي قوله { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } فاطر 32 فجعلهم مصطفَيْن . ثم قال في آخرهم { جنات عدن يدخلونها } فاطر 33 ولا يصطفَى إلا من يدخل الجنة ، ولكن أهل الجنة ظالم لنفسه فقال { فمنهم ظالم لنفسه } فاطر 32 وهو العاصي والظالم المطلق هو الكافر ، وقيل عنه الظالم لنفسه رفقاً به ، وقيل للآخر السابق بإذن الله إنباء أن ذلك بنعمة الله وفضله لا من حال العبد ا هــــ . وفي الإِخبار بالمسند الفعلي عن المسنْد إليه إفادة تقوي الحكم وصوَغ الفعل بصيغة المضارع لأنه مستقبل ، وكذلك صوغ { يحلون } وهو خبر ثانٍ عن { جنات عدن } . وتقدم نظيرها في سورة الحج فانظره . وقرأ نافع وعاصم وأبو جعفر { ولؤلؤاً } بالنصب عطفاً على محل { أساور } لأنه لما جر بحرف الجر الزائد كان في موضع نصب على المفعول الثاني لفعل { يحلون } فجاز في المعطوف أن ينصب على مراعاة محل المعطوف عليه . وقرأه الباقون بالجر على مراعاة اللفظ ، وهما وجهان .