Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 65-65)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً وقوله { اليَوْمَ } ظرف متعلق بــــ { نَخْتِمُ } . والقول في لفظ { اليوم } كالقول في نظائره الثلاثة المتقدمة ، وهو تنويه بذكره بحصول هذا الحال العجيب فيه ، وهو انتقال النطق من موضعه المعتاد إلى الأيدي والأرجل . وضمائر الغيبة في " أفواههم ، أيديهم ، أرجلهم ، ويكسبون " عائدة على الذين خوطبوا بقوله { هٰذِهِ جهنَّمُ التي كُنتم تُوعَدُون } يس 63 على طريقة الالتفات . وأصل النظم اليوم نختم على أفواهكم وتكلمنا أيديكم وتشهد أرجلكم بما كنتم تكسبون . ومواجهتهم بهذا الإِعلام تأييس لهم بأنهم لا ينفعهم إنكار ما أُطلعوا عليه من صحائف أعمالهم كما قال تعالى { إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } الإسراء 14 . وقد طوي في هذه الآية ما ورد تفصيله في آي آخر فقد قال تعالى { ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين } الأنعام 22ــــ23 وقال { وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين } يونس 28ــــ29 . وفي « صحيح مسلم » عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يخاطب العبد ربّه يقول يا رب ألم تُجرني من الظلم ؟ فيقول بلى ، فيقول إني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ، فيقول الله كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، فيُخْتم على فيه . فيقال لأركانه انطقي ، فتنطق بأعماله ثم يخلّى بينه وبين الكلام فيقول بعداً لكنَّ وسُحْقاً فعنكُنّ كنتُ أناضل " ، وإنما طُوِي ذكر الداعي إلى خطابهم بهذا الكلام لأنه لم يتعلق به غرض هنا فاقتصر على المقصود . وقد يخيل تعارض بين هذه الآية وبين قوله { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } النور 24 . ولا تعارض لأن آية يس في أحوال المشركين وآية سورة النور في أحوال المنافقين . والمراد بتكلم الأيدي تكلمها بالشهادة ، والمراد بشهادة الأرجل نطقها بالشهادة ، ففي كلتا الجملتين احتباك . والتقدير وتكلمنا أيديهم فتشهد وتكلمنا أرجلهم فتشهد . ويتعلق { بِمَا كانُوا يَكْسِبون } بكل من فعلي { تكلمنا وتشهد } على وجه التنازع . وما يكسبونه هو الشرك وفروعه . وتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وما ألحقوا به من الأذى .