Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 33-34)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا الكلام من الله تعالى موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ويشبه أن يكون اعتراضاً بين حكاية حِوار الله أهل الشرك في القيامة وبين توبيخ الله إياهم بقوله { إنَّكم لذائِقُوا العذَابِ الأليمِ } الصافات 38 . والفاء للفصيحة لأنها وردت بعد تقرير أحوال وكان ما بعد الفاء نتيجة لتلك الأحوال فكانت الفاء مفصحة عن شرط مقدّر ، أي إذا كان حالهم كما سمعتم فإنهم يوم القيامة في العذاب مشتركون لاشتراكهم في الشرك وتمالئهم ، أي لا عذر للكلام للفريقين لا للزعماء بتسويلهم ولا للدهماء بنصرهم . وقد يكون عذاب الدعاة المغوين أشدّ من عذاب الآخرين وذلك لا ينافي الاشتراك في جنس العذاب كما دلت عليه أدلة أخرى ، لأن المقصود هنا بيان عدم إجداء معذرة كلا الفريقين وتنصّله . وهذه الجملة معترضة بين جمل حكاية موقفهم في الحساب . وجملة { إنَّا كذلك نفعل بالمجرمين } تعليل لما اقتضته جملة { فإنَّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون } أي فإن جزاء المجرمين يكون مثل ذلك الجزاء في مؤاخذة التابع المتبوع . والمراد بالمجرمين المشركون ، أي المجرمين مثلَ جرمهم ، وقد بينته جملة { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إلٰه إلا الله يستكبرون } الصافات 35 .