Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 53-53)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

استئناف ابتدائي فيجوز أن يكون كلاماً قيل للمتقين وقت نزول الآية فهو مؤكِّد لمضمون جملة { وإن للمتقين لحسن مئابٍ } ص 49 والإِشارة إذن إلى ما سبق ذكره من قوله { لحسن مئاب } فاسم الإِشارة هنا مغاير لاستعماله المتقدم في قوله { هذا ذِكرٌ } ص49 . وجيء باسم الإِشارة القريب تنزيلاً للمشار إليه منزلة المشار إليه الحاضر إيماء إلى أنه محقق وقوعه تبشيراً للمتقين . والتعبير بالمضارع في قوله { تُوعَدُونَ } على ظاهره . ويجوز أن يكون كلاماً يقال للمتقين في الجنة فتكون الجملة مقولَ قول محذوف هو في محل حال ثانية من « المتقين » . والتقدير مقولاً لهم هذا ما توعدون ليوم الحساب . والقول إما من الملائكة مثل قوله تعالى { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } النحل 32 ، وإما من جانب الله تعالى نظير قوله لضدهم { ونقول ذوقوا عذاب الحريق } آل عمران 181 . والإِشارة إذن إلى ما هو مشاهد عندهم من النعيم . وقرأ الجمهور { تُوعَدُونَ } بتاء الخطاب فهو على الاحتمال الأول التفات من الغيبة إلى الخطاب لتشريف المتقين بعزّ الحضور لخطاب الله تعالى ، وعلى الاحتمال الثاني الخطاب لهم على ظاهره . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحده « يوعدون » بياء الغيبة فهو على الاحتمال الأول التفات عن توجيه الخطاب إليهم إلى توجيهه للطاغين لزيادة التنكيل عليهم . والإِشارةُ إلى المذكور من « حسن المئاب » ، وعلى الاحتمال الثاني كذلك وُجّه الكلام إلى أهل المحشر لتنديم الطاغين وإدخال الحسرة والغمّ عليهم . والإِشارة إلى النعيم المشاهد . واللام في { لِيَوْمِ الحِسَابِ } لام العلة ، أي وعدتموه لأجل يوم الحساب . والمعنى لأجل الجزاء يوم الحساب ، فلما كان الحساب مؤذناً بالجزاء جعل اليوم هو العلة . وهذه اللام تفيد معنى التوقيت تبعاً كقوله تعالى { أقم الصلاة لدلوك الشمس } الإسراء 78 تنزيلاً للوقت منزلة العلة . ولذلك قال الفقهاء أوقات الصلوات أسباب .