Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 65-66)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا راجع إلى قوله { وقال الكافرونَ هٰذَا ساحِرٌ كذَّابٌ } ص 4 إلى قوله { أأُنزِلَ عليهِ الذكرُ من بيننا } ص 8 ، فلما ابتدرهم الجواب عن ذلك التكذيب بأن نظَّر حالهم بحال الأمم المكذبة من قبلهم ولتنظير حال الرسول صلى الله عليه وسلم بحال الأنبياء الذين صبروا ، واستوعب ذلك بما فيه مقنع عاد الكلام إلى تحقيق مقام الرسول صلى الله عليه وسلم من قومه فأمره الله أن يقول { إنمَّا أنا مُنذِرٌ } مقابل قولهم { هٰذَا ساحِرٌ كذَّابٌ } ، وأن يقول { ما من إله إلا الله } مقابل إنكارهم التوحيد كقولهم { أجَعَلَ الآلهة إلٰهاً واحداً } ص 5 فالجملة استئناف ابتدائي . وذكر صفة الواحد تأكيد لمدلول { ما من إله إلا الله } إماء إلى رد إنكارهم . وذكر صفة { القهّار } تعريض بتهديد المشركين بأن الله قادر على قهرهم ، أي غلبهم . وتقدم الكلام على القهر عند قوله تعالى { وهو القاهر فوق عباده } في سورة الأنعام 18 . وإتباع ذلك بصفة رَبُّ السمواتِ والأرضِ وما بينهما تصريح بعموم ربوبيته وأنه لا شريك له في شيء منها . ووصف { العزيزُ } تمهيد للوصف بــــ { الغَفَّارُ } ، أي الغفّار عن عزّة ومقدرة لا عن عجز وملق أو مراعاة جانب مساو . والمقصود من وصف { الغفَّارُ } هنا استدعاء المشركين إلى التوحيد بعد تهديدهم بمفاد وصف { القهَّارُ } لكي لا ييأسوا من قبول التوبة بسبب كثرة ما سيق إليهم من الوعيد جرياً على عادة القرآن في تعقيب الترهيب بالترغيب والعكس .