Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 24-24)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفريع على جواب { إذا } فصلت 20 على كلا الوجهين المتقدمين ، أو تفريع على جملة { وَقَالُوا لِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدْتُم عَلَيْنا } فصلت 21 ، أو هو جواب { إذا } ، وما بينهما اعتراض على حسب ما يناسب الوُجوه المتقدمة . والمعنى على جميع الوجوه أن حاصل أمرهم أنهم قد زُجَّ بهم في النار فإن صَبَروا واستسلموا فهم باقون في النار ، وإن اعتذروا لم ينفعهم العذر ولم يقبل منهم تنصل . وقوله { فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُم } دليل جواب الشرط لأن كون النار مثوى لهم ليس مُسبَّباً على حصول صبرهم وإنما هو من باب قولهم إن قَبِل ذلك فذاك ، أي فهو على ذلك الحال ، فالتقدير فإن يصبروا فلا يَسَعُهم إلا الصبر لأن النار مثوى لهم . ومعنى { وَإن يَسْتَعتِبُوا } إنْ يسألوا العُتْبَى بضم العين وفتح الموحدة مقصوراً اسم مصدر الإِعتاب وهي رجوع المعتُوب عليه إلى ما يُرضي العاتب . وفي المَثل « مَا مُسيء من أعْتَبَ » أي من رجع عمَّا أساء به فكأنه لم يسىء . وقلما استعملوا المصدر الأصلي بمعنى الرجوع استغناء عنه باسم المصدر وهو العتبى . والعاتب هو اللائم ، والسين والتاء فيه للطلب لأن المرء لا يسأل أحداً أن يعاتبه وإنما يسأله ترك المعاتبة ، أي يسأله الصفح عنه فإذا قبل منه ذلك قيل أَعْتبه أيضاً ، وهذا من غريب تصاريف هذه المادة في اللغة ولهذا كادوا أن يميتوا مصدر أعتب بمعنى رجَع وأبقوه في معنى قَبِل العُتَبى ، وهو المراد في قوله تعالى { فَمَا هُم مِنَ المُعتَبِينَ } أي أن الله لا يُعتبهم ، أي لا يقبل منهم .