Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 27-28)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
دلت الفاء على أن ما بعدها مفرع عما قبلها فإمّا أن يكون تفريعاً على آخِر ما تقدم وهو قوله { وقَالَ الذينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهٰذا القُرآن } فصلت 26 الآية ، وإمّا أن يكون مفرعاً على جميع ما تقدم ابتداء من قوله { وقالوا قلوبنا في أكِنَّة مما تَدْعُونا إليه } فصلت 5 الآية وقوله { فَإِنْ أَعْرضُوا } فصلت 13 الآية وقوله { ويَوْمَ يُحْشر أعداء الله إلى النَّار } فصلت 19 الآية وقوله { وَقَيَّضْنَا لهم قُرَنَاءَ } فصلت 25 الآية وقوله { وقال الذين كفروا لا تسمعوا } فصلت 26 الخ . وعلى كلا الوجهين يتعين أن يكون المراد بــــ { الَّذِينَ كَفَرُوا } هنا المشركين الذين الكلام عنهم . فــــ { الَّذِينَ كَفَرُوا } إظهار في مقام الإِضمار لقصد ما في الموصول من الإِيماء إلى علة إذاقة العذاب ، أي لكفرهم المحكي بعضه فيما تقدم . وإذاقة العذاب تعذيبُهم ، استعير له الإِذاقة على طريق المكنية والتخييلة . والعذاب الشديد عن ابن عباس أنه عذاب يوم بدر فهو عذاب الدنيا . وعطف { ولنَجْزِيَنَّهُم أسوَأَ الذي كانُوا يعمَلُونَ } عن ابن عباس لنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون في الآخرة . و { أسوَأَ الذي كانُوا يعمَلُونَ } منصوب على نزع الخافض . والتقدير على أسوأ ما كانوا يعملون ، ولك أن تجعله منصوباً على النيابة عن المفعول المطلق تقديره جزاء مماثلاً أسوأَ الذي كانوا يعملون . وأسوأ اسم تفضيل مسلوب المفاضلة ، وإنما أريد به السّيىء ، فصيغ بصيغة التفضيل للمبالغة في سوئه . وإضافتُه إلى { الذي كانُوا يعمَلُونَ } من إضافة البعض إلى الكل وليس من إضافة اسم التفضيل إلى المفضل عليه . والإِشارة بــــ { ذٰلِكَ جَزَاءُ أعْدَاءِ الله } إلى ما تقدم وهو الجزاء والعذاب الشديد على أسوأ أعمالهم . وأعداءُ الله هم المشركون الذين تقدم ذكرهم بقوله تعالى { ويَوْمَ يُحْشَرُ أعْدَاءُ الله } فصلت 19 . والنار عطف بيان من { جَزَاءُ أعْدَاءِ الله } . و { دَارُ الخُلْدِ } النار . فقوله { لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ } جَاء بالظرفية بتنزيل النار منزلة ظرف لدار الخلد وما دار الخلد إلاّ عين النار . وهذا من أسلوب التجريد ليفيد مبالغة معنى الخلد في النار . وهو معدود من المحسنات البديعية ، ومنه قوله تعالى { لقد كان لكم في رسول اللَّه أسوة حسنة } الأحزاب 21 وقول أبي حامد العتَّابي @ وفي الرحمان للضعفاء كافي @@ أي والرحمان كاف للضعفاء . و { الخلد } طول البقاء ، وأطلق في اصطلاح القرآن على البقاء المؤبد الذي لا نهاية له . وانتصب { جَزَآءُ } على الحال من { دَارُ الخُلْدِ } . والباء للسببية . و ما مصدرية ، أي جزاء بسبب كونهم يجحدون بآياتنا . وصيغة المضارع في { يَجْحَدُونَ } دالّة على تجدد الجحود حيناً فحيناً وتكرره . وعدي فعل { يَجْحَدُونَ } بالباء لتضمينه معنى يُكذِّبون . وتقديم { بآياتِنَا } للاهتمام وللرعاية على الفاصلة .