Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 45-45)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَـٰبَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ } . اعتراض بتسلية للنبي صلى الله عليه وسلم على تكذيب المشركين وكفرهم بالقرآن بأنه ليس بأَوحدَ في ذلك فقد أوتي موسى التوراة فاختلف الذين دعاهم في ذلك ، فمنهم من آمن به ومنهم من كفر . والمقصود الاعتبار بالاختلاف في التوراة فإنه أشد من الاختلاف في القرآن فالاختلاف في التوراة كان على نوعين اختلاف فيها بين مؤمن بها وكافر ، فقد كفر بدعوة موسى فرعون وقومه وبعض بني إسرائيل مثلُ قارون ومثل الذين عبدوا العجل في مغيب موسى للمناجاة ، واختلاف بين المؤمنين بها اختلافاً عطلوا به بعض أحكامها كما قال تعالى { ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر } البقرة 253 ، وكلا الاختلافين موضع عبرة وأسوة لاختلاف المشركين في القرآن . وهذا ما عصم الله القرآن من مثله إذ قال { وإنا له لحافظون } يوسف 12 فالتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم بهذا أوقع ، وهذا ناظر إلى قوله آنفاً { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك } فصلت 43 على الوجه الثاني من معنييه بذكر فرد من أفراد ذلك العموم وهو الأعظم الأهم . { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } هذا متعلق بالذين كذبوا بالقرآن من العرب لأن قوله { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } يقتضي أن الله أخر القضاء بينهم وبين المؤمنين إلى أجل اقتضته حكمتُه ، فأَما قوم موسى فقد قضَى بينهم باستئصال قوم فرعون ، وبتمثيل الأشوريين باليهود بعد موسى ، وبخراب بيت المقدس ، وزوال ملك إسرائيل آخراً . وهذا الكلام داخل في إتمام التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في استبطاء النصر . والكلمة هي كلمة الإمهال إلى يوم القيامة بالنسبة لبعض المكذبين ، والإِمهالِ إلى يوم بدر بالنسبة لمن صرعوا ببدر . والتعبير عن الجلالة بلفظ { رَبِّكَ } لما في معنى الرب من الرأفة به والانتصار له ، ولما في الإضافة إلى ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم من التشريف . وكلا الأمرين تعزيز للتسلية . ولك أن تجعل كلمة بين دالة على أخرى مقدرة على سبيل إيجاز الحذف . والتقدير بينهم وبينَ المؤمنين ، أي بما يظهر به انتصار المؤمنين ، فإنه يكثر أن يقال بين كذا وبين كذا ، قال تعالى { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } سبأ 54 . ومعنى { سَبَقَتْ } أي تقدمت في علمه على مقتضى حكمته وإرادته . والأجلُ المسمى جنس يصدق بكل ما أجل به عقابهم في علم الله . وأما ضمير { وإنَّهُمْ لَفِي شَكَ مِنْهُ مُرِيبٍ } فهو خاص بالمشركين الشاكين في البعث والشاكين في أن الله ينصر رسوله والمؤمنين . والريب الشك ، فوصف { شَكّ } بــــ { مُرِيبٍ } من قبيل الإسناد المجازي لقصد المبالغة بأن اشتق له من اسمه وصف كقولهم لَيلٌ أَلْيل وشِعْرٌ شَاعر .