Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 12-12)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خبر رابع أو خامسٌ عن الضمير في قوله { وهو على كل شيء قدير } الشورى 9 وموقع هذه الجملة كموقع التي قبلها تتنزّل منزلة النتيجة لِما تقدمها ، لأنّه إذا ثبت أن الله هو الوليّ وما تضمنته الجُمل بعدها إلى قوله { يذرؤكم فيه } الشورى 11 من انفراده بالخلق ، ثبت أنه المنفرد بالرِّزق . والمقاليد جمع إقليد على غير قياس ، أو جمع مِقْلاد ، وهو المفتاح ، وتقدم عند قوله تعالى { له مقاليد السماوات والأرض } في سورة الزمر 63 . وتقديم المجرور لإفادة الاختصاص ، أي هي ملكه لا ملك غيره . والمقاليد هنا استعارة بالكناية لخيرات السماوات والأرض ، شبهت الخيرات بالكنوز ، وأُثبت لها ما هو من مرادفات المشبَّه به وهو المفاتيح ، والمعنى أنه وحده المتصرف بما ينفع النّاس من الخيرات . وأما ما يتراءى من تصرف بعض الناس في الخيرات الأرضية بالإعطاء والحرمان والتقتير والتبذير فلا اعتداد به لقلة جدواه بالنسبة لتصرف الله تعالى . وجملة { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } مبينة لمضمون جملة { له مقاليد السماوات والأرض } . وبسط الرزق توْسِعَته ، وقدره كناية عن قلّته ، وتقدم عند قوله { الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } في سورة الرعد 26 . وجملة { إنه بكل شيء عليم } استئناف بياني هو كالعلة لقوله { لمن يشاء } ، أي أنّ مشيئته جارية على حسب علمه بما يناسب أحوال المرزوقين من بَسط أو قَدْر . وبيان هذا في قوله الآتي { ولو بسط الله الرزق لعباده لَبَغَوْا في الأرض } الشورى 27 .