Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 11-11)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
انتقل من الاستدلال والامتنان بخلق الأرض إلى الاستدلال والامتنان بخلق وسائل العيش فيها ، وهو ماء المطر الذي به تُنبت الأرض ما يصلح لاقتيات الناس . وأعيد اسم الموصول للاهتمام بهذه الصلة اهتماماً يجعلها مستقلة فلا يخطر حضورها بالبال عند حضور الصلتين اللتين قبلها فلا جامع بينها وبينهما في الجامع الخيالي . وتقدم الكلام على نظيره في سورة الرعد وغيرها فأعيد اسم الموصول لأن مصداقه هو فاعل جميعها . والإنشاء الإحياء كما في قوله { ثمّ إذا شاء أنشره } عبس 22 . وعن ابن عباس أنه أنكر على من قرأ { كيف نَنْشُرها } البقرة 259 بفتح النون وضم الشين وتلا { ثم إذا شاء أَنْشَرَهُ } عبس 22 فأصل الهمزة فيه للتعدية وفعله المجرد نشر بمعنى حَيِـيَ ، يقال نَشر الميتُ ، برفع الميت قال الأعشى @ حتى يقول النّاس مما رأوا يا عَجَبَاً للميّتِ النَاشِرِ @@ وأصل النشر بسْط ما كان مطوياً وتفرعت من ذلك معاني الإعادة والانتشار . والنشر هنا مجاز لأن الإحياء للأرض مجاز ، وزاده حسناً هنا أن يكون مقدمة لقوله { كذلك تخرجون } . وضمير { فأنشرنا } التفات من الغيبة إلى التكلم . والميّت ضدّ الحي . ووصف البلدة به مجاز شائع قال تعالى { وآية لهم الأرض الميّتة أحييناها } يس 33 . وإنما وصفت البلدة وهي مؤنث بالميت وهو مُذكّر لكونه على زنة الوصف الذي أصله مَصدر نحو عَدْل وزَوْر فحسن تجريده من علامة التأنيث على أن الموصوف مجازي التأنيث . وجملة { كذلك تخرجون } معترضة بين المتعاطفين وهو استطراد بالاستدلالِ على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من إثبات البعث ، بمناسبة الاستدلال على تفرد الله بالإلـٰهية بدلائل في بعضها دلالة على إمكان البعث وإبطال إحالتهم إياه . والإشارة بذلك إلى الانتشار المأخوذ من { فأنشرنا } ، أي مثل ذلك الانتشار تُخرجون من الأرض بعد فنائكم ، ووجه الشبه هو إحداث الحي بعد موته . والمقصود من التشبيه إظهار إمكان المشبه كقول أبي الطيب @ فإن تفق الأنامَ وأنتَ منهم فإنَّ المِسك بعضُ دَمِ الغزال @@ وقرأ الجمهور { تُخرجون } بالبناء للنائب . وقرأه حمزة والكسائي وابن ذكوان عن ابن عامر { تَخرُجون } بالبناء للفاعل والمعنى واحد .