Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 7-7)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا عود إلى مواجهة المشركين بالتذكير على نحو ما ابتدأت به السورة . وهو تخلّص للاستدلال على تفرد الله بالإلـٰهية إلزاماً لهم بما يُقرّون به من أنه ربّ السماوات والأرض وما بينهما ، ويُقرون بأن الأصنام لا تخلق شيئاً ، غير أنهم مُعرضون عن نتيجة الدليل ببطلان إلـٰهية الأصنام ألاَ ترى القرآن يكرر تذكيرهم بأمثال هذا مثل قوله تعالى { أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون } النحل 17 وقوله { والذين يدْعُون من دون الله لا يخلقُون شيئاً وهم يُخلَقون أمواتٌ غير أحياء } النحل 20 ، 21 ، ولأجل ذلك ذَكر الربوبية إجمالاً في قوله { رحمة من ربك } الدخان 6 ثم تفصيلاً بذكر صفة عموم العلم التي هي صفة المعبود بحق بصيغة قصر القلب المشير إلى أن الأصنام لا تسمع ولا تعلم . وبذكر صفة التكوين المختصة به تعالى بإقرارهم ارتقاءً في الاستدلال . فلما لم يكن مجال للريب في أنه تعالى هو الإلـٰه الحق أعقب هذا الاستدلال بجملة { إن كنتم موقنين } بطريقة إثارة التيقظ لعقولهم إذ نزلهم منزلة الْمَشْكُوكِ إيقانُهم لعدم جريهم على موجب الإيقان لله بالخالقية حين عبدوا غيره بأنْ أُتي في جانب فرض إيقانهم بطريقة الشرط ، وأُتي بحرف الشرط الذي أصله عدم الجزم بوقوع الشرط على نحو قوله تعالى { أفنضرب عنكم الذكر صفحاً أَنْ كنتم قوماً مسرفين } الزخرف 5 . وقرأ الجمهور { رب السمٰوات } برفع { ربُّ } على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وهو من حذف المسند إليه لمتابعة الاستعمال في مثله بعد إجراء أخبار أو صفات عن ذات ثم يردف بخبر آخر ، ومن ذلك قولهم بعد ذكر شخص فتًى يفعل ويفعل . وهو من الاستئناف البياني إذ التقدير إن أردت أن تعرفه فهو كذا . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بجر { رب } على أنه بَدَلٌ من قوله { ربِّك } الدخان 6 . وحذف متعلق { موقنين } للعلم به من قوله { رب السماوات والأرض وما بينهما } . وجواب الشرط محذوف دل عليه المقام . والتقدير إن كنتم موقنين فلا تعبدوا غيره ، ولذلك أعقبه بجملة { لا إلٰه إلا هو } الدخان 8 .