Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 6-6)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يجوز أن تكون الإشارة وبيانها بآيات الله إشارة إلى الآيات المذكورة في قوله { لآيات للمؤمنين } الجاثية 3 وقوله { آيات لقوم يوقنون } الجاثية 4 وقوله { آيات لقوم يعقلون } الجاثية 5 . وإضافتها إلى اسم الجلالة لأن خالقها على تلك الصفات التي كانت لها آيات للمستنصرين . وجملة { نتلوها عليك بالحق } في موضع الحال من { آيات الله } والعامل في اسم الإشارة من معنى الفعل على نحو قوله تعالى { وهذا بَعْلِي شيخاً } هود 72 . والتلاوة القراءة . ومعنى كون الآيات مَتلوة أنّ في ألفاظ القرآن المتلوة دلالة عليها فاستعمال فعل نتلو مجاز عقلي لأن المتلوَ ما يدل عليها . ويجوز أن تكون الإشارة إلى حاضر في الذهن غير مذكور لما دَل عليه قوله { الكتاب } الجاثية 2 أي تلك آيات الله المنزلة في القرآن ، فيكون استعمال فعل { نتلوها } في حقيقته . وإسناد التلاوةِ إلى الله مجاز عقلي أيضاً لأن الله موجد القرآن المتلو الدال على تلك الآيات . وقوله { فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون } ، و { بعد } هنا بمعنى دون . فالمعنى فبأي حديث دون الله وآياته ، وتقدم قوله تعالى { ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده } في سورة الشورى 44 ، وفي الأعراف 185 { فبأي حديث بعده يؤمنون } والاستفهام في قوله { فبأي حديث } مستعمل في التأييس والتعجيب كقول الأعشى @ فمن أيِّ ما تأتي الحوادث أفرَقُ @@ وإضافة { بعد } إلى اسم الجلالة على تقدير مضاف دل عليه ما تقدم من قوله { فبأي حديث } ، والتقدير بعد حديث الله ، أي بعد سماعه ، كقول النابِغة @ وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وعل في ذي المطارة عاقل @@ أي على مخافة وعل . واسم { بعد } مستعمل في حقيقته . والمراد بالحديث الكلام ، يعني القرآن كقوله { الله نَزَّل أحسن الحديث } الزمر 23 وكما وقع إضافة حديث إلى ضمير القرآن في قوله في الأعراف 185 { فبأيّ حديث بعده يؤمنون } وفي آخر المرسلات 50 { فبأيّ حديث بعده يؤمنون } وعطف و { آياته } على { حديث } لأن المراد بها الآيات غير القرآن من دلائل السموات والأرض مما تقدم في قوله { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين } الجاثية 3 . وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر وروح عن يعقوب { يؤمنون } بالتحتية . وقرأه ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر ورويس عن يعقوب بالتاء الفوقية فهو التفات .