Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 18-18)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يجوز أن يكون اسم الإشارة مشيراً إلى الذي قال لوالديه هذه المقالة لما علمت أن المراد به فريق ، فجاءت الإشارة إليه باسم إشارة الجماعة بتأويل الفريق . ويجوز أن يكون { أولئك } إشارة إلى { الأوَّلين } من قوله { فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين } الأحقاف 17 ، وهم الذين روي أن ابنَ أبي بكر ذكرَهم حين قال فأين عبد الله بن جُدعان ، وأيْنَ عثمان بن عمرو ، ومشائخ قريش كما تقدم آنفاً . واستحضار هذا الفريق بطريق اسم الإشارة لزيادة تمييز حالهم العجيبة . وتعريف { القول } تعريف العهد وهو قول معهود عند المسلمين لما تكرر في القرآن من التعبير عنه بالقول في نحو آية { قال فالحق والحق أقول لأملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } ص 84 ، 85 ، ونحو قوله { أفمن حقّ عليه كلمة العذاب } الزمر 19 ، فإن الكلمة قول ، ونحو قوله { لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون } يس 7 الآية . وإطلاقه في هذه الآية رشيق لصلوحية . وإقحام { كانوا خاسرين } دون أن يقال إنهم خاسرون ، للإشارة إلى أن خسرانهم محقق فكني عن ذلك بجعلهم كائنين فيه . وتأكيد الكلام بحرف إنَّ لأنهم يظنون أن ما حصل لهم في الدنيا من التمتع بالطيبات فوزاً ليس بعده نكد لأنهم لا يؤمنون بالبعث والجزاء ، فشبهت حالة ظنهم هذا بحال التاجر الذي قل ربحه من تجارته فكان أمره خسراً ، وقد تقدم غير مرة منها قوله تعالى { فما ربحت تجارتهم } في البقرة 16 . وإيراد فعل الكون بقوله { كانوا خاسرين } دون الاقتصار على { خاسرين } لأن كان تدل على أن الخسارة متمكنة منهم .