Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 104-104)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الواو للحال . والجملة حال من قوله { الذين كفروا } المائدة 103 ، أي أنّهم ينسبون إلى الله ما لم يأمر به كذباً ، وإذا دعوا إلى اتّباع ما أمر الله به حقّاً أو التدبّر فيه أعرضوا وتمسّكوا بما كان عليه آباؤهم . فحالهم عجيبة في أنّهم يقبلون ادّعاء آبائهم أنّ الله أمرهم بما اختلقوا لهم من الضلالات ، مثل البحيرة والسائبة وما ضاهاهما ، ويعرضون على دعوة الرسول الصادق بلا حجّة لهم في الأولى ، وبالإعراض عن النظر في حجة الثانية أو المكابرة فيها بعد علمها . والأمر في قوله { تعالَوْا } مستعمل في طلب الإقبال ، وفي إصغاء السمع ، ونظر الفكر ، وحضور مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الصدّ عنه ، فهو مستعمل في حقيقته ومجازه . وتقدّم الكلام على فعل تعالَ عند الكلام على نظير هذه الآية في سورة النساء . و { ما أنزل الله } هو القرآنُ . وعطف { والى الرسول } لأنّه يرشدهم إلى فهم القرآن . وأعيد حرف إلى لاختلاف معنيي الإقبال بالنسبة إلى متعلّقي { تعالوا } فإعادة الحرف قرينة على إرادة معنيي { تعالوا } الحقيقي والمجازي . وقوله { قالوا حسبنا } أي كافينا ، إذا جُعلت حَسْب اسماً صريحاً و { ما وجدنا } هو الخبر ، أو كفانا إذا جُعلت حسب اسمَ فعل و { ما وجدنا } هو الفاعلَ . وقد تقدّم ذلك عند قوله تعالى { وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } في سورة آل عمران 173 . وعلى في قوله ما وجدنا عليه ءاباءنا مجاز في تمكّن التلبّس ، وتقدّم في قوله تعالى { أولئك على هدى من ربّهم } البقرة 5 . وقوله { أو لو كان آباؤهم لا يعلمون } الخ ، تقدّم القول على نظيره في سورة البقرة 170 عند قوله { وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم } الآية . وليس لهذه الآية تعلّق بمسألة الاجتهاد والتقليد كما توهّمه جمع من المفسّرين ، لأنّ هذه الآية في تنازع بين أهل ما أنزل الله وأهل الافتراء على الله ، فأمّا الاجتهاد والتقليد في فروع الإسلام فذلك كلّه من اتّباع ما أنزل الله . فتحميل الآية هذه المسألة إكراه للآية على هذا المعنى .