Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 61-63)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عطف { وإذا جاؤوكم } على قوله { وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزؤاً } المائدة 58 الآية ، وخصّ بهذه الصّفات المنافقون من اليهود من جملة الّذين اتّخذوا الدّين هزوءاً ولعباً ، فاستُكمِل بذلك التّحذيرُ ممّن هذه صفتهم المعلنين منهم والمنافقين . ولا يصحّ عطفه على صفات أهل الكتاب في قوله { وجَعَلَ منهم القردة } المائدة 60 لعدم استقامة المعنى ، وبذلك يستغني عن تكلّف وجه لهذا العطف . ومعنى قوله { وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به } أنّ الإيمان لم يخالط قلوبهم طَرْفَةَ عين ، أي هم دخلوا كافرين وخرجوا كذلك ، لشدّة قسوة قلوبهم ، فالمقصود استغراق الزمنين وما بينهما ، لأنّ ذلك هو المتعارف ، إذ الحالة إذا تبدّلت استمرّ تبدّلها ، ففي ذلك تسجيل الكذب في قولهم آمنّا ، والعرب تقول خرج بغير الوَجه الذي دخل به . والرؤية في قوله { وترى } بصرية ، أي أنّ حالهم في ذلك بحيث لا يخفى على أحد . والخطاب لكّل من يسمع . وتقدّم معنى { يسارعون } عند قوله { لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } النساء 41 . والإثم المفاسد من قولٍ وعملٍ ، أريد به هنا الكذب ، كما دلّ عليه قوله { عن قولهم الإثم } . والعدوانُ الظلم ، والمراد به الاعتداء علي المسلمين إن استطاعوه . والسحت تقدّم في قوله { سمّاعون للكذب أكّالون للسحت } المائدة 42 . و { لولا } تحْضيض أريد منه التّوبيخ . و { الربّانيون والأحبار } تقدّم بيان معناهما في قوله تعالى { يحكم بها النبيئون } المائدة 44 الآية . واقتصر في توبيخ الربّانيين على ترك نهيهم عن قول الإثم وأكللِ السحت ، ولم يذكر العُدوان إيماء إلى أنّ العدوان يزجرهم عنه المسلمون ولا يلتجئون في زجرهم إلى غيرهم ، لأنّ الاعتماد في النصرة على غير المجني عليه ، ضعف . وجملة { لبئس ما كانوا يصنعون } مستأنفة ، ذمّ لصنيع الربّانيين والأحبار في سكوتهم عن تغيير المنكر ، و { يصنعون } بمعنى يعْلمون ، وإنّما خولف هنا ما تقدّم فيّ الآية قبلها للتّفنن ، وقيل لأنّ { يصنعون } أدلّ على التمكّن في العمل من { يعملون } . واللام للقسم .