Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 11-11)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مفعول لأجله لقوله { فأنبتنا به جنات } ق 9 إلى آخره ، فهو مصدر ، أي لنرزق العباد ، أي نقوتهم . والقول في التعليل به كالقول في التعليل بقوله { تبصرة وذكرى } ق 8 . والعباد الناس وهو جمع عبد بمعنى عبد الله ، فأمّا العبد المملوك فجمعه العبيد . وهذا استدلال وامتنان . { وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً ميتاً } . عطف على { رزقا للعباد } عطف الفعل على الاسم المشتق من الفعل وهو رزقه المشتق لأنه في معنى رزقنا العباد وأحيينا به بلدة ميتا ، أي لرعي الأنعام والوحش فهو استدلال وفيه امتنان . والبلدة القطعة من الأرض . والمَيْت بالتخفيف مرادف المَيِّت بالتشديد قال تعالى { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكون } يس 33 . وتذكير الميت وهو وصف للبلدة ، وهي مؤنث على تأويله بالبلد لأنه مرادفه ، وبالمكان لأنه جنسه ، شبه الجدْب بالموت في انعدام ظهور الآثار ، ولذلك سمي ضده وهو إنبات الأرض حياة . ويقال لخِدمة الأرض اليابسة وسقِيها إحياءُ موات . { كَذَٰلِكَ الخروج } . بعد ظهور الدلائل بصنع الله على إمكان البعث لأن خلق تلك المخلوقات من عدم يدل على أن إعادة بعض الموجودات الضعيفة أمكنُ وأهَونُ ، جيء بما يفيد تقريب البعث بقوله { كذلك الخروج } . فهذه الجملة فذلكة للاستدلال على إمكان البعث الذي تضمنته الجمل السابقة فوجب انفصال هذه الجملة فتكون استئنافاً أو اعتراضاً في آخر الكلام على رأي من يجيزه وهو الأصح . والإشارة { بذلك } إلى ما ذكر آنفاً من إحياء الأرض بعد موتها ، أي كما أحيينا الأرض بعد موتها كذلك نحيــي الناس بعد موتهم وبلاِهم ، مع إفادتها تعظيم شأن المشار إليه ، أي مثل البعث العظيم الإبداع . والتعريف في { الخروج } للعهد ، أي خروج الناس من الأرض كما قال تعالى { يوم يخرجون من الأجداث سِراعا } المعارج 43 . فــ { الخروج } صار كالعلَم بالغلبة على البعث ، وسيأتي قوله تعالى { ذلك يوم الخروج } ق 42 . وتقديم المجرور على المبتدإ للاهتمام بالخبر لما في الخبر من دفع الاستحالة وإظهار التقريب ، وفيه تشويق لتلقي المسند إليه .