Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 20-21)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على { وجاءت سكرة الموت بالحق } ق 19 على تفسير الجمهور . فأما على تفسير الفخر فالجملة مستأنفة وصيغة المضيّ في قوله { ونُفِخ } مستعملة في معنى المضارع ، أي ينفخ في الصور فصيغ له المضي لتحقق وقوعه مثل قوله تعالى { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } النحل 1 ، والمشار إليه بذلك في قوله { ذلك يوم الوعيد } إذ أن ذلك الزمان الذي نفخ في الصور عنده هو يوم الوعيد . والنفخ في الصور تقدم القول فيه عند قوله تعالى { وله الملك يوم ينفخ في الصور } في سورة الأنعام 73 . وجملة { ذلك يوم الوعيد } معترضة . والإشارة في قوله { ذلك يوم الوعيد } راجعة إلى النفع المأخوذ من فعل { ونُفخ في الصور } . والإخبار عن النفخ بأنه { يوم الوعيد } بتقدير مضاف ، أي ذلك حلول يوم الوعيد . وإضافة { يوم } إلى { الوعيد } من إضافة الشيء إلى ما يقع فيه ، أي يوم حصول الوعيد الذي كانوا تُوعِدوا به ، والاقتصار على ذكر الوعيد لما علمت من أن المقصود الأول من هذه الآية هم المشركون . وفي الكلام اكتفاء ، تقديره ويوم الوعْد . وعُطِفت جملة { جاءت كل نفس } على جملة { نُفخ في الصور } . والمراد بــ { كل نفس } كل نفس من المتحدث عنهم وهم المشركون ، ويدل عليه أمور أحدها السياق . والثاني قوله { معها سائق } لأن السائق يناسب إزجاء أهل الجرائم ، وأما المهديون إلى الكرامة فإنما يهديهم قائد يسير أمامهم قال تعالى { كأنما يساقون إلى الموت } الأنفال 6 . والثالث قوله بعده { لقد كنت في غفلة من هذا } ق 22 . والرابع قوله بعده { وقال قرينه هذا ما لدي عتيد } ق 23 الآية . وجملة { معها سائق وشهيد } بدل اشتمال من جملة { جاءت كل نفس } . و { سائق } مرفوع بالظرف الذي هو { معها } على رأي من أجازه ، أو مبتدأ خبره { معها } . ويجوز أن يكون جملة { معها سائق وشهيد } حَالا من { كلُّ نفس } . وعطف { وشهيد } على { سائق } يجوز أن يكون من عطف ذات على ذات فيكون المراد ملكان أحدهما يسوق النفس إلى المحشر والآخر يشهد عليها بما حوته صحائف أعمالها . ويجوز أن يكون من عطف الصفات مثل @ إلى الملك القرم وابن الهمام @@ فهو ملك واحد . والسائق الذي يجعل غيره أمَامه يزجيه في السير ليكون بمرأى منه كيلا ينفلت وذلك من شأن المشي به إلى ما يسوء قال تعالى { كأنما يساقون إلى الموت } الأنفال 6 وقال { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا } الزمر 71 ، وأما قوله { وسيق الذين اتّقوا ربّهم إلى الجنّة زمرا } الزمر 73 فمشاكلة . وضِد السوق القَودْ .