Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 23-23)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بعد أن أكد الكلام بالقسم بــ { الذاريات } الذاريات 1 وما عطف عليها فرع على ذلك زيادة تأكيد بالقسم بخالق السماء والأرض على أن ما يوعدون حق فهو عطف على الكلام السابق ومناسبته قوله { وما توعدون } الذاريات 22 . وإظهار اسم السماء والأرض دون ذكر ضميرهما لإدخال المهابة في نفوس السامعين بعظمة الربّ سبحانه . وضمير { إنه لحقّ } عائد إلى { ما توعدون } الذاريات 22 . وهذا من ردّ العجز على المصدر لأنه رد على قوله أول السورة { إن ما توعدون لصادق } الذاريات 5 وانتهى الغرض . وقوله { مثل ما أنكم تنطقون } زيادة تقرير لوقوع ما أوعدوه بأن شبه بشيء معلوم كالضرورة لا امتراء في وقوعه وهو كون المخاطبين ينطقون . وهذا نظير قولهم كما أن قبلَ اليوم أمس ، أو كما أن بعد اليوم غداً . وهو من التمثيل بالأمور المحسوسة ، ومنه تمثيل سرعة الوصول لقرب المكان في قول زهير @ فهن ووادِي الرسّ كاليد للفم @@ وقولهم مثل ما أنك ها هنا ، وقولهم كما أنك ترى وتسمع . وقرأ الجمهور { مثلَ } بالنصب على أنه صفة حال محذوف قصد منه التأكيد . والتقدير إنه لحق حقاً مثل ما أنكم تنطقون . وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف مرفوعاً على الصفة { لحق } صفة أريد بها التشبيه . و { ما } الواقعة بعد { مثل } زائدة للتوكيد . وأردفت بــ أنَّ المفيدة للتأكيد تقوية لتحقيق حقية ما يوعدون . واجتلب المضارع في { تنطقون } دون أن يقال نطقكم ، يفيد التشبيه بنطقهم المتجدد وهو أقوى في الوقوع لأنه محسوس .