Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 31-31)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وردت جملة { قل تربصوا } مفصولة بدون عطف لأنها وقعت في مقام المحاورة لسبقها بجملة { يقولون شاعر } الطور 30 الخ ، فإن أمر أحد بأن يقول بمنزلة قوله فأُمر بقوله ، ومثله قوله تعالى { فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة } الإسراء 51 . والأمر في { تربصوا } مستعمل في التسوية ، أي سواء عندي تربصكم بي وعدمه . وفرع عليه { فإني معكم من المتربصين } أي فإني متربص بكم مثل ما تتربصون بي إذ لا ندري أينا يصيبه ريب المنون قبل . وتأكيد الخبر بــــ إن في قوله { فإني معكم من المتربصين } لتنزيل المخاطبين منزلة من ينكر أنه يتربص بهم كما يتربصون به لأنهم لغرورهم اقتصروا على أنهم يتربصون به ليروا هلاكه ، فهذا من تنزيل غير المنكر منزلة المنكر . والمعية في قوله { معكم } ظاهرها أنها للمشاركة في وصف التربص . ولمّا كان قوله { من المتربصين } مقدراً معه « بكم » لمقابلة قولهم { نتربص به ريب المنون } الطور 30 كان في الكلام توجيه بأنه يبقى معهم يتربص هلاكهم حين تبدو بوادره ، إشارة إلى أن وقعة بدر إذْ أصابهم من الحدثان القتل والأسر ، فتكون الآية مشيرة إلى صريح قوله تعالى في سورة براءة 52 { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم اللَّه بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون } وإنما قال هنا { من المتربصين } ليشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يتربص بهم ريب المنون في جملة المتربصين من المؤمنين ، وذلك ما في آية سورة براءة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . وقد صيغ نظم الكلام في هذه الآية على ما يناسب الانتقال من غرض إلى غرض وذلك بما نُهِّي به من شبه التذييل بقوله { قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين } إذ تمت به الفاصلة .