Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 9-12)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يجوز أن يتعلق { يوم تمور السماء } بقوله { لواقع } الذاريات 7 على أنه ظرف له فيكون قوله { فويل يومئذٍ للمكذبين } تفريعاً على الجملة كلها ويكون العذاب عذاب الآخرة . ويجوز أن يكون الكلام قد تم عند قوله { إن عذاب ربك لواقع } الذاريات 7 ، فيكون { يوم } متعلقاً بالكون الذي بين المبتدأ والخبر في قوله { فويل يومئذٍ للمكذبين } وقدم الظرف على عامله للاهتمام ، فلما قدم الظرف اكتسب معنى الشرطية وهو استعمال متبع في الظروف والمجرورات التي تُقدم على عواملها فلذلك قرنت الجملة بعده بالفاء على تقدير إن حَلَّ ذلك اليوم فويل للمكذبين . وقوله { يومئذٍ } على هذا الوجه أريد به التأكيد للظرف فحصل تحقيق الخبر بطريقين طريق المجازاة ، وطريق التأكيد في قوله { يوم تمور السماء موراً } الآية ، تصريح بيوم البعث بعد أن أشير إليه تضمناً بقوله { إن عذاب ربك لواقع } فحصل بذلك تأكيده أيضاً . والمور بفتح الميم وسكون الواو التحرك باضطراب ، ومور السماء هو اضطراب أجسامها من الكواكب واختلال نظامها وذلك عند انقراض عالم الحياة الدنيا . وسيْر الجبال انتقالها من مواضعها بالزلازل التي تحدث عند انقراض عالم الدنيا ، قال تعالى { إذا زلزلت الأرض زلزالها } الزلزلة 1 إلى قوله { يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم } الزلزلة 6 . وتأكيد فعلي { تمور } و { تسير } بمصدري { مَوْراً } و { سَيْراً } لرفع احتمال المجاز ، أي هو مور حقيقي وتنقل حقيقي . والويل سوء الحال البالغ منتهى السوء ، وتقدم عند قوله تعالى { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } في سورة البقرة 79 وتقدم قريباً في آخر الذاريات . والمعنى فويل يومئذٍ للذين يكذبون الآن . وحذف متعلق للمكذبين لعلمه من المقام ، أي الذين يكذبون بما جاءهم به الرسول من توحيد الله والبعث والجزاء والقرآن فاسم الفاعل في زمن الحال . والخوض الاندفاع في الكلام الباطل والكذب . والمراد خوضهم في تكذيبهم بالقرآن مثل ما حكى الله عنهم { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } فصلت 26 وهو المراد بقوله تعالى { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره } الأنعام 68 . و { في } للظرفية المجازية وهي الملابسة الشديدة كملابسة الظرف للمظروف ، أي الذين تمكن منهم الخوض حتى كأنه أحاط بهم . و { يلعبون } حاليّة . واللعب الاستهزاء ، قال تعالى { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أباللَّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } التوبة 65 .