Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 53-54)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذوالمؤتفكة صفة لموصوف محذوف يدل عليه اشتقاق الوصف كما سيأتي ، والتقدير القرى المؤتفكة ، وهي قرى قوم لوط الأربعُ وهي سَدوم و عُمورة و آدمة و صبوييم . ووصفت في سورة براءة 70 بالمؤتفِكات لأن وصف جمع المؤنث يجوز أن يجمع وأن يكون بصيغة المفرد المؤنث . وقد صار هذا الوصف غالباً عليها بالغلبة . وذكرت القرى باعتبار ما فيها من السكان تفنناً ومراعاة للفواصل . ويجوز أن تكون المؤتفكة هنا وصفاً للأمة ، أي لأمة لوط ليكون نظيراً لذكر عاد وثمود وقوم نوح كما في قوله تعالى { وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة } في سورة الحاقة 9 . والائتفاك الانقلاب ، يقال أفكها فاتفكت . والمعنى التي خسف بها فجعل عاليها سافلها ، وقد تقدم ذكرها في سورة براءة . وانتصب { المؤتفكة } مفعول { أهوى } أي أسقط أي جعلها هاوية . والإِهواء الإِسقاط ، يقال أهواه فهوَى ، ومعنى ذلك أنه رفعها في الجو ثم سقطت أو أسقطها في باطن الأرض وذلك من أثر زلازل وانفجارات أرضية بركانية . ولكون { المؤتفة } عَلَما انتفى أن يكون بين { المؤتفكة } و { أهوى } تكرير . وتقديم المفعول للاهتمام بعبرة انقلابها . وغشاها غطاها وأصابها من أعلَى . و { ما غشى } فاعل { غشّاها } ، وما موصولة ، وجيء بصلتها من مادة وصيغة الفعل الذي أسند إليها ، وذلك لا يفيد خبراً جديداً زائداً على مفاد الفعل . والمقصود منه التهويل كأنَّ المتكلم أراد أن يبين بالموصول والصلة وصف فاعل الفعل فلم يجد لبيانه أكثر من إعادة الفعل إذ لا يستطاع وصفه . والذي غشاها هو مَطر من الحجارة المحماة ، وهي حجارة بركانية قذفت من فوهات كالآبار كانت في بلادهم ولم تكن ملتهبة من قبل قال تعالى { ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء } الفرقان 40 وقال { وأمطرنا عليها حجارة من سجيل } هود 82 . وفاضت عليها مياه غمرت بلادهم فأصبحت بحراً ميتاً . وأفاد العطف بفاء التعقيب في قوله { فغشاها } إن ذلك كان بعقب أهوائها .