Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 16-16)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا توبيخ على عدم الاعتراف بنعم الله تعالى ، جيء فيه بمثل ما جيء به في نظيره الذي سبقه ليكون التوبيخ بكلام مثلِ سابقه ، وذلك تكريرٌ من أسلوب التوبيخ ونحوه أن يكون بمثل الكلام السابق ، فحق هذا أن يسمى بالتعداد لا بالتكرار ، لأنه ليس تكريراً لمجرد التأكيد ، فالفاء من قوله { فبأي ألاء ربكما } هنا تفريع على قوله { رب المشرقين ورب المغربين } الرحمٰن 17 لأن ربوبيته تقتضي الاعتراف له بنعمة الإِيجاد والإِمداد وتحصل من تماثل الجمل المكررة فائدة التأكيد والتقرير أيضاً فيكون للتكرير غرضان كما قدمناه في الكلام على أول السورة . وفائدة التكرير توكيد التقرير بما لله تعالى من نعم على المخاطبين وتعريض بتوبيخهم على إشراكهم بالله أصناماً لا نعمة لها على أحد ، وكلها دلائل على تفرد الإِلهية . وعن ابن قتيبة « أن الله عدّد في هذه السورة نعماء ، وذكر خلقه آلاءه ثم أتبع كل خلة وَصَفها ، ونعمة وضعها بهذه ، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها » اهــــ . وقال الحسين بن الفضل التكرير طرد للغفلة وتأكيد للحجة . وقال الشريف المرتضى في مجالسه وأماله المسمّى « الدرر والغرر » وهذا كثير في كلام العرب وأشعارهم ، قال مهلهل بن ربيعة يرثي أخاه كليباً @ على أن ليس عدلاً من كليب إذا طرد اليتيم عن الجزور @@ وذكر المصراع الأول ثماني مرات في أوائل أبيات متتابعة . وقال الحارث بن عياد @ قَرِّبَا مربط النعامة مني لقحت حرب وائل عن حبال @@ ثم كرر قوله قرِّبا مربط النعامة مني ، في أبيات كثيرة من القصيد . وهكذا القول في نظائر قوله { فبأي ألاء ربكما تكذبان } المذكور هنا إلى ما في آخر السورة .