Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 56-58)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ضمير { فيهن } عائد إلى فرش وهو سبب تأخير نعم أهل الجنة بلذة التأنّس بالنساء عن ما في الجنات من الأفنان والعيون والفواكه والفرش ، ليكون ذكر الفرش مناسباً للانتقال إلى الأوانس في تلك الفرش وليجيء هذا الضمير مفيداً معنى كثيراً من لفظ قليل ، وذلك من خصائص الترتيب في هذا التركيب . فــــ { قاصرات الطرف } كائنة في الجنة وكائنة على الفُرش مع أزواجهن قال تعالى { وفرش مرفوعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً } الواقعة 34 ـــ 36 الآية . و { قاصرات الطرف } صفة لموصوف محذوف تقديره نساء ، وشاع المدح بهذا الوصف في الكلام حتى نُزّل منزلة الاسم فــــ { قاصرات الطرف } نساء في نظرهن مثل القصور والغضِّ خِلقة فيهن ، وهذا نظير ما يقول الشعراء من المولّدين مراض العيون ، أي مثل المراض خِلقة . والقصور مثل الغضِّ من صفات عيون المها والظباء ، قال كعب بن زهير @ وما سعاد غداةَ البين إذْ رحلُوا إلاّ أَغَنُّ غَضِيضُ الطرف مكحول @@ أي كغضيض الطرف وهو الظبي . والطمْث بفتح الطاء وسكون الميم مسيس الأنثى البِكر ، أي من أبكار . وعُبِّر عن البكارة بــــ { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } إطناباً في التحسين ، وقد جاء في الآية الأخرى { فجعلناهن أبكاراً } الواقعة 36 . وهؤلاء هن نساء الجنة لا أزواج المؤمنين اللآئي كُنَّ لهم في الدنيا لأنهن قد يكنّ طمثهم أزواج فإن الزوجة في الجنة تكون لآخر من تزوجها في الدنيا . وقرأ الجمهور { يطمثهن } هنا ، وفي نظيره الآتي بكسر الميم . وقرأه الدُوري عن الكسائي بضم الميم وهما لغتان في مضارع طمث . ونقل عن الكسائي التخييرُ بين الضم والكسر . وقوله { إنس قبلهم } أي لم يطمثهن أحد قبل ، وقوله { ولا جان } تتميم واحتراس وهو إطناب دعا إليه أن الجنة دار ثواب لصالحي الإِنس والجن فلما ذكر { إنس } نشأ توهم أن يمَسهن جن فدفع ذلك التوهم بهذا الاحتراس . وجملة { كأنهن الياقوت والمرجان } نعت أو حال من { قاصرات الطرف } . ووجه الشبه بالياقوت والمرجان في لون الحمرة المحمودة ، أي حمرة الخدود كما يشبه الخد بالورد ، ويطلق الأحمر على الأبيض فمنه حديث " بعثتُ إلى الأحمر والأسود " ، وقال عبد بني الحساس @ فلو كنت ورَداً لونُه لعشقتني ولكن ربي شَانني بسواديا @@ ويجوز أن يكون التشبيه بهما في الصفاء واللمعان .