Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 70-74)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ضمير { فيهن } عائد إلى الجنات الأربع الجنتين الأوليين والجنتين اللتين من دونهما فيجوز أن يكون لصاحب الجنتين الأُوَلَيْن جنتان أخريان فصارت له أربع جنات . ويجوز أن يكون توزيعاً على من خافوا ربهم كما تقدم . و { وخيرات } صفة لمحذوف يناسب صيغة الوصف ، أي نساء خَيْرات ، وخيرات مخفف من خيرات بتشديد الياء مؤنث خيّر وهو المختص بأن صفته الخير ضد الشر . وخفف في الآية طلباً لخفة اللفظ مع السلامة من اللبس بما أتبع به من وصف { حسان } الذي هو جمع حسناء كما خفف هين ولين في قول الشاعر @ هَيْنُون لَيْنُون @@ ومعنى { خيرات } أنهن فاضلات النفس كرائم الأخلاق . ومعنى حِسان أنهم حسان الخَلْق ، أي صفات الذوات . و { حور } بدل من { خيرات } . والحُور جمع حَوراء وهي ذات الحَوَر بفتح الواو ، وهو وصف مركب من مجموع شدة بياض أبيض العين وشدة سواد أسودها وهو من محاسن النساء ، وتقدم عند قوله تعالى { وزوجناهم بحور عين } في سورة الدخان 54 . ووصف نساء الجنتين الأوليين بـ { قاصرات الطرف } . ووصف نساء الجنات الأربع بأنهن { حُور مقصورات } في الخيام ، فعلم أن الصفات الثابتة لنساء الجنتين واحدة . والمقصورات اللاَّءِ قُصِرت على أزواجهن لا يعدون الأنس مع أزواجهن ، وهو من صفات الترف في نساء الدنيا فهنّ اللاء لا يحتجن إلى مغادرة بيوتهن لخدمة أو وِرد أو اقتطاف ثمار ، أي هن مخدومات مكرمات كما قال أبو قيس بن الأسلت @ ويكرمها جاراتها فيزرْنَها وتَعْتَلَّ عن إتيانهن فتُعذر @@ والخيام جمع خَيمة وهي البيت ، وأكثر ما تقال على البيت من أدم أو شعر تقام على العَمَد وقد تطلق على بيت البناء . واعترض بجملة { فبأي آلاء ربكما تكذبان } بين البدل والمبدل منه وبين الصفتين لقصد التكرير في كل مكان يقتضيه . وتقدم القول في { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } آنفاً 56 .