Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 6-6)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ } . مناسبة ذكره هذه الجملة أن تقدير الليل والنهار وتعاقبهما من التصرفات الإِلهية المشاهدة في أحوال السماوات والأرض وملابسات أحوال الإِنسان ، فهذه الجملة بدل اشتمال من جملة { له ملك السمٰوات والأرض } الحديد 5 وهو أيضاً مناسب لمضمون جملة { وإلى الله ترجع الأمور } الحديد 5 تذكير للمشركين بأن المتصرف في سبب الفناء هو الله تعالى فإنهم يعتقدون أن الليل والنهار هما اللذان يُفنيان الناس ، قال الأعشى @ ألم تَروا إرَماً وعادا أفناهُما الليلُ والنهار @@ وحكى الله عنهم قولهم { وما يهلكنا إلا الدهر } الجاثية 24 فلما قال { له ملك السمٰوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور } الحديد 5 ، أبطل بعده اعتقاد أهل الشرك أن للزمان الذي هو تعاقب الليل والنهار والمعبر عنه بالدهر تصرفاً فيهم ، وهذا معنى اسمه تعالى « المدّبر » . { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } . لما ذكر تصرف الله في الليل وكان الليل وقت إخفاء الأشياء أعقب ذكره بأن الله عليم بأخفى الخفايا وهي النوايا ، فإنها مع كونها معاني غائبة عن الحواس كانت مكنونة في ظلمة باطن الإِنسان فلا يطلع عليها عالم إلا الله تعالى ، وهذا كقوله تعالى { وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض } الأنعام 59 ، وقوله { ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يُسرُّون وما يعلنون } هود 5 . { ذات الصدور } ما في خواطر الناس من النوايا ، فــــ ذات هنا مؤنث ذو بمعنى صاحبة . والصحبة هنا بمعنى الملازمة . ولما أريد بالمفرد الجنس أضيف إلى « جمع » ، وتقدم { إنه عليم بذات الصدور } في سورة الأنفال 43 . وقد اشتمل هذا المقدار من أول السورة إلى هنا على معاني ست عشرة صفة من أسماء الله الحسنى وهي الله ، العزيز ، الحكيم ، الملك ، المحيي ، المميت ، القدير ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، العليم ، الخالق ، البصير ، الواحد ، المدبر . وعن ابن عباس أن اسم الله الأعظم هو في ست آيات من أول سورة الحديد فهو يعني مجموع هذه الأسماء . واعلم أن ما تقدم من أول السورة إلى هنا يرجح أنه مكي .