Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 147-147)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفريع على الكلام السّابق الذي أبطل تحريم ما حرّموه ، ابتداء من قوله { ثمانية أزواج } الأنعام 143 الآيات أي فإن لم يرعَوُوا بعد هذا البيان وكذّبوك في نفي تحريم الله ما زعموا أنَّه حرّمه فذكِّرهم ببأس الله لعلّهم ينتهون عمّا زعموه ، وذكِّرهم برحمته الواسعة لعلّهم يبادرون بطلب ما يخوّلهم رحمته من اتّباع هَدي الإسلام ، فيعود ضمير { كذبوك } إلى المشركين وهو المتبادر من سياق الكلام سابِقِه ولاحقه ، وعلى هذا الوجه يجوز أن يكون في قوله { فقل ربكم ذو رحمة واسعة } تنبيه لهم بأنّ تأخير العذاب عنهم هو إمهال داخل في رحمة الله رحمة مؤقّته ، لعلّهم يسلمون . وعليه يكون معنى فعل { كذبوك } الاستمرار ، أي إن استمرّوا على التّكذيب بعد هذه الحجج . ويجوز أن يعود الضّمير إلى { الذين هادوا } الأنعام 146 ، تكملة للاستطراد وهو قول مجاهد والسُدّي أنّ اليهود قالوا لم يُحرّم الله علينا شيئاً وإنَّما حرّمنا ما حرّم إسرائيل على نفسه ، فيكون معنى الآية فَرْض تكذيبهم قوله { وعلى الذين هادوا حرمنا } الأنعام 146 إلخ ، لأنّ أقوالهم تخالف ذلك فهم بحيث يكذّبون ما في هذه الآية ، ويشتبه عليهم الإمهال بالرّضى ، فقيل لهم { ربكم ذو رحمة واسعة } . ومن رحمته إمهاله المجرمين في الدّنيا غالباً . وقوله { ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين } فيه إيجاز بحذف تقديره وذو بأس ولا يُردّ بأسه عن القوم المجرمين إذا أراده . وهذا وعيد وتوقّع وهو تذييل ، لأنّ قوله { عن القوم المجرمين } يعمّهم وغيرهم وهو يتضمّن أنهم مجرمون .