Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 58-58)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

استئناف بياني لأنّ قوله { ما عندي ما تستعجلون به } الأنعام 57 يثير سؤالاً في نفس السامع أن يقول فلو كان بيدك إنزال العذاب بهم ماذا تصنع ، فأجيب بقوله { لَو أنّ عندي ما تستعجلون به } الآية . وإذ قد كان قوله { لو أنّ عندي } الخ استئنافاً بيانياً فالأمر بأن يقوله في قوة الاستئناف البياني لأنّ الكلام لمَّا بني كلّه على تلقين الرسول ما يقوله لهم فالسائل يتطلّب من الملقّن ماذا سيلقّن به رسوله إليهم . ومعنى { عندي ما تستعجلون به } تقدّم آنفاً ، أي لو كان في علمي حكمته وفي قدرتي فعله . وهذا كناية عن معنى لَسْتُ إلهاً ولكنَّني عبد أتَّبع ما يوحى إليَّ . وقوله { لقُضي الأمر بيني وبينكم } جواب { لو } . فمعنى { قضي } تمّ وانتهى . والأمر مراد به النزاع والخلاف . فالتعريف فيه للعهد ، وبُني { قضي الأمر } للمجهول لظهور أنّ قاضيَه هو مَن بيده ما يستعجلون به . وتركيب قضي الأمر شاع فجرى مجرى المثل ، فحُذف الفاعل ليصلح التمثّل به في كلّ مقام ، ومنه قوله { قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان } يوسف 41 وقوله { ولولا كلمة الفصل لقُضيَ بينهم } الشورى 21 وقوله { وأنذرهم يومَ الحسرة إذ قُضي الأمر } مريم 39 ولذلك إذا جاء في غير طريقة المثل يصرّح بفاعله كقوله تعالى { وقَضيْنا إليه ذلك الأمر } الحجر 66 . وذلك القضاء يحتمل أموراً منها أن يأتيهم بالآية المقتَرَحَة فيؤمنوا ، أوْ أن يغضَب فيهلكهم ، أو أن يصرف قلوبهم عن طلب ما لا يجيبهم إليه فيتوبوا ويرجعوا . وجملة { والله أعلم بالظالمين } تذييل ، أي الله أعلم منِّي ومن كلّ أحد بحكمة تأخير العذاب وبوقت نزوله ، لأنَّه العليم الخبير الذي عنده ما تستعجلون به . والتعبير { بالظالمين } إظهار في مقام ضمير الخطاب لإشعارهم بأنَّهم ظالمون في شركهم إذ اعتدوا على حقّ الله ، وظالمون في تكذيبهم إذ اعتدوا على حقّ الله ورسوله ، وظالمون في معاملتهم الرسول صلى الله عليه وسلم .