Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 66-67)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على { انظر كيف نُصَرّفُ الآيات } الأنعام 65 ، أي لعلَّهم يفقهون فلم يفقهوا وكذّبوا . وضمير { به } عائد إلى العذاب في قوله { على أن يبعث عليكم عَذَاباً } الأنعام 65 ، وتكذيبهم به معناه تكذيبهم بأنّ الله يعذّبهم لأجل إعراضهم . والتعبير عنهم بـ { قومك } تسجيل عليهم بسوء معاملتهم لمن هو من أنفسهم ، كقوله تعالى { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القُرْبى } الشورى 23 ، وقال طرفة @ وظُلْمُ ذوي القُربى أشدُّ مضاضةً على المرْء من وقْع الحُسام المهنّدِ @@ وتقدّم وجه تعدية فعل كذّب بالباء عند قوله تعالى { وكذّبتم به } في هذه السورة 57 . وجملة { وهو الحقّ } معترضة لقصد تحقيق القدرة على أن يبعث عليهم عذاباً الخ . وقد تحقّق بعض ذلك بعذاببٍ من فوقهم وهو عذاب القحط ، وبإذاقتهم بأس المسلمين يوم بدر . ويجوز أن يكون ضمير به عائداً إلى القرآن ، فيكون قوله { وكذّب به } رجوعاً بالكلام إلى قوله { قل إنِّي على بيِّنة من ربِّي وكذّبتم به } الأنعام 57 ، أي كذّبتم بالقرآن ، على وجه جعل مِنْ في قوله { من ربِّي } الأنعام 57 ابتدائية كما تقدّم ، أي كذّبتم بآية القرآن وسألتم نزولَ العذاب تصديقاً لرسالتي وذلك ليس بيدي . ثم اعتُرض بجمل كثيرة . أولاها { وعنده مفاتح الغيب } الأنعام 59 ، ثم ما بعده من التعريض بالوعيد ، ثم بنى عليه قوله { وكذّب به قومك وهو الحقّ } فكأنّه قيل قل إنّي على بيّنة من ربّي وكذّبتم به وهو الحقّ قُل لست عليكم بوكيل . وقوله { قل لست عليكم بوكيل } إرغام لهم لأنَّهم يُرُونَه أنَّهم لمَّا كذّبوه وأعرضوا عن دعوته قد أغاظوه ، فأعلمهم الله أنَّه لا يغيظه ذلك وأنّ عليه الدعوة فإذا كانوا يُغيظون فلا يغيظون إلاّ أنفسهم . والوكيل هنا بمعنى المدافع الناصر ، وهو الحفيظ . وتقدّم عند قوله تعالى { وقالوا حسبُنا الله ونعم الوكيل } في سورة آل عمران 173 . وتعديته بعلى لتضمنّه معنى الغلبة والسلطة ، أي لست بقيِّم عليكم يمنعكم من التكذيب ، كقوله تعالى { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلاّ البلاغ } الشورى 48 . وجملة { لكلّ نبأ مستقرّ } مستأنفة استئنافاً بيانياً ، لأنّ قوله { وهو الحق } يثير سؤالهم أن يقولوا فمتى ينزل العذاب . فأجيبوا بقوله { لكلّ نبأ مستقرّ } . والنبأ الخبر المهم ، وتقدّم في هذه السورة . فيجوز أن يكون على حقيقته ، أي لكلّ خبر من أخبار القرآن ، ويجوز أن يكون أطلق المصدر على اسم المفعول ، أي لكلّ مخبَر به ، أي ما أخبِروا به من قوله { أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم } الأنعام 65 الآية . والمستقرّ وقت الاستقرار ، فهو اسم زمانِه ، ولذلك صيغ بوزن اسم المفعول ، كما هو قياس صوغ اسم الزمان المشتقّ من غير الثلاثي . والاستقرار بمعنى الحصول ، أي لكلّ موعود به وقت يحصل فيه . وهذا تحقيق للوعيد وتفويض زمانه إلى علم الله تعالى . وقد يكون المستقرّ هنا مستعملاً في الانتهاء والغاية مجازاً ، كقوله تعالى { والشمس تجري لمستقرّ لها } يس 38 ، وهو شامل لوعيد الآخرة ووعيد الدنيا ولكلَ مستقرّ . وعن السّدّي استقرّ يوم بدر ما كان يَعِدهم به من العذاب . وعطف { سوف تعلمون } على جملة { لكلّ نبأ مستقرّ } أي تعلمونه ، أي هو الآن غير معلوم وتعلمونه في المستقبل عند حلوله بكم . وهذا أظهر في وعيد العذاب في الدنيا .