Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 64, Ayat: 13-13)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } . جملة معترضة بين جملة { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } التغابن 12 وجملة { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } . واسم الجلالة مبتدأ وجملة { لا إلٰه إلا هو } خبر . وهذا تذكير للمؤمنين بما يعلمونه . أي من آمن بأن الله لا إله إلا هو كان حقاً عليه أن يطيعه وأن لا يعبأ بما يصيبه في جانب طاعة الله من مصائب وأذى كما قال حُبيب بن عدي @ لستُ أبالي حين أُقتل مسلماً على أيّ جنب كان لله مصرعي @@ ويجوز أن تكون جملة { الله لا إلٰه إلا هو } في موقع العلة لجملة { وأطيعوا الله } التغابن 12 وتفيد أيضاً تعليل جملة { وأطيعوا الرسول } التغابن 12 لأن طاعة الرسول ترجع إلى طاعة الله قال تعالى { من يطع الرسول فقد أطاع الله } النساء 80 . وافتتاح الجملة باسم الجلالة إظهار في مقام الإضمار إذ لم يقُل هو لا إِله إلاّ هو لاستحضار عظمة الله تعالى بما يَحويه اسم الجلالة من معاني الكمال ، ولتكون الجملة مستقلة بنفسها فتكون جارية مجرى الأمثال والكلمِ الجوامع . { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } . عطف على { وأطيعوا الله } فهو في معنى وتوكلوا على الله ، فإن المؤمنين يتوكلون على الله لا على غيره وأنتم مؤمنون فتوكلوا عليه . وتقدم المجرور لإِفادة الاختصاص ، أي أن المؤمنين لا يتوكلون إلا على الله . وجيء في ذلك بصيغة أمر المؤمنين بالتوكل على الله دون غيره ربطاً على قلوبهم وتثبيتاً لنفوسهم كيلا يأسفوا من إعراض المشركين وما يصيبهم منهم وأن ذلك لن يضرهم . فإن المؤمنين لا يعتزُّون بهم ولا يتقوون بأمثالهم ، لأن الله أمرهم أن لا يتوكلوا إلا عليه ، وفيه إيذان بأنهم يخالفون أمر الله وذلك يغيظ الكافرين . والإِتيان باسم الجلالة في قوله { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } إظهار في مقام الإِضمار لتكون الجملة مستقلة فتسيرَ مَسرى المثَل ، ولذلك كان إظهار لفظ { المؤمنون } ولم يقل وعلى الله فليتوكلوا ، ولما في { المؤمنون } من العموم الشامل للمخاطبين وغيرهم ليكون معنى التمثيل .