Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 64, Ayat: 4-4)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كانوا ينفون الحشر بعلة أنه إذا تفرقت أجزاء الجسد لا يمكن جمعها ولا يحاط بها . { وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد } السجدة 10 ، فكان قوله تعالى { يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون } دحضا لشبهتهم ، أي أن الذي يعلم ما في السماوات والأرض لا يعجزه تفرق أجزاء البدن إذا أراد جمعها . والذي يعلم السرّ في نفس الإِنسان ، والسرُّ أدق وأخفى من ذرات الأجساد المتفرقة ، لا تخفى عليه مواقع تلك الأجزاء الدقيقة ولذلك قال تعالى { أيحسب الإِنسانُ أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه } القيامة 3 - 4 . فالمقصود هو قوله { ويعلم ما تسرون } كما يقتضيه الاقتصار عليه في تذييله بقوله { والله عليم بذات الصدور } ولم يذكر أنه عليم بأعمال الجوارح ، ولأن الخطاب للمشركين في مكة على الراجح . وذلك قبل ظهور المنافقين فلم يكن قوله { ويعلم ما تسرون وما تعلنون } تهديداً على ما يبطنه الناس من الكفر . وأما عطف { وما تعلنون } فتتميم للتذكير بعموم تعلق علمه تعالى بالأعمال . وقد تضمن قوله { ويعلم ما تسرون وما تعلنون } وعيداً ووعداً ناظريْن إلى قوله { فمنكم كافر ومنكم مؤمن } التغابن 2 فكانت الجملة لذلك شديدة الاتصال بجملة { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } التغابن 2 . وإعادة فعل { يعلم } للتنبيه على العناية بهذا التعلق الخاص للعلم الإِلهي بعد ذكر تعلقه العام في قوله { يعلم ما في السمٰوات والأرض } تنبيهاً على الوعيد والوعد بوجه خاص . وجملة { والله عليم بذات الصُّدور } تذييل لجملة { ويعلم ما تسرُّون } لأنه يعلم ما يُسِرُّه جميع الناس من المخاطبين وغيرهم . و { ذات الصدور } صفة لموصوف محذوف نزلت منزلة موصوفها ، أي صاحبات الصدور ، أي المكتومة فيها . والتقدير بالنوايا والخواطر ذات الصدور كقوله { وحملناه على ذات ألواح } القمر 13 وتقدم بيانه عند قوله تعالى { إنه عليم بذات الصدور } في سورة الأنفال 43 .