Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 11-11)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الهمّاز كثير الهمزة . وأصل الهمز الطعن بعود أو يد ، وأطلق على الأذى بالقول في الغيبة على وجه الاستعارة وشاع ذلك حتى صار كالحقيقة وفي التنزيل { ويل لكلّ هُمَزَة } الهمزة 1 . وصيغة المبالغة راجعة إلى قوة الصفة ، فإذا كان أذى شديداً فصاحبه { همّاز } وإذا تكرر الأذى فصاحبه { همّاز } . { مَشَّاءٍ بنميم } الذي يَنِمّ بين الناس ، ووصفه بالمشّاء للمبالغة . والقول في هذه المبالغة مثل القول في { هَمَّاز } وهذه رَابعَة المذامّ . والمشي استعارة لتشويه حاله بأنه يتجشم المشقة لأجل النميمة مثل ذِكر السعي في قوله تعالى { ويسعَوْن في الأرض فساداً } المائدة 64 ، ذلك أن أسماء الأشياء المحسوسة أشدّ وقعاً في تصوّر السامع من أسماء المعقولات ، فذِكر المشي بالنميمة فيه تصوير لحال النمّام ، ألا ترى أن قولك قُطِع رأسُه أوقعُ في النفس من قولك قُتِل ، ويدل لذلك أنه وقع مثله في قول النبي صلى الله عليه وسلم " وأمَّا الآخَرُ فكان يمشي بالنميمة " والنميم اسم مرادف للنميمة ، وقيل النميم جمع نميمة ، أي اسمُ جمع لنميمة إذا أريد بها الواحدة وصيرورتُها اسماً .