Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 13-13)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثامنة وتاسعة . والعُتُل بضمتين وتشديد اللام اسم وليس بوصف لكنه يتضمن معنى صفةٍ لأنه مشتق من العَتْل بفتح فسكون ، وهو الدفع بقوة قال تعالى { خذوه فاعْتلُوه إلى سواء الجحيم } الدخان 47 ولم يسمع عاتل . ومما يدل على أنه من قبيل الأسماء دون الأوصاف مركب من وصفين في أحوال مختلفة أو من مركب أوصاف في حالين مختلفين . وفسر العُتل بالشديد الخِلقة الرحيب الجوف ، وبالأكول الشروب ، وبالغشوم الظلوم ، وبالكثير اللّحم المختال ، روى الماوردي عن شهر بن حوشب هذا التفسير عن ابن مسعود وعن شداد بن أوس وعن عبد الرحمان بن غَنْم ، يزيدُ بعضهم على بعض عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند غير قوي ، وهو على هذا التفسير إتْباع لصفة { منّاع للخير } القلم 12 أي يمنع السائل ويدفعه ويُغلظ له على نحو قوله تعالى { فذلك الذي يَدعُّ اليتيم } الماعون 2 . ومعنى { بعد ذلك } علاوة على ما عُدّد له من الأوصاف هو سيّىء الخِلقة سيِّىء المعاملة ، فالبعدية هنا بعدية في الارتقاء في درجات التوصيف المذكور ، فمفادها مفاد التراخي الرتبي كقوله تعالى { والأرض بعد ذلك دحاها } النازعات 30 على أحد الوجهين فيه . وعلى تفسير العُتل بالشديد الخِلقة والرحيب الجوف يكون وجه ذكره أن قباحة ذاته مكملة لمعائبه لأن العيب المشاهد أجلب إلى الاشمئزاز وأوغل في النفرة من صاحبه . وموقع { بعد ذلك } موقعَ الجملة المعترضة ، والظرفُ خبر لمحذوف تقديره هو بعد ذلك . ويجوز اتصال { بعد ذلك } بقوله { زنيم } على أنه حال من { زنيم } . والزنيم اللصيق وهو من يكون دعياً في قومه ليس من صريح نسبهم إِما بمغمز في نسبه ، وإِما بكونه حليفاً في قوم أو مولى ، مأخوذ من الزَنَمة بالتحريك وهي قطعة من أذن البعير لا تنزع بل تبقى معلقة بالأذن علامة على كرم البعير . والزنَمتان بضعتان في رقاب المعز . قيل أريد بالزنيم الوليد بن المغيرة لأنه ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة من مولده . وقيل أريد الأخنس بن شريق لأنه كان من ثقيف فحالف قريشاً وحلّ بينهم ، وأيَّا ما كان المراد به فإن المراد به خاص فدخوله في المعطوف على ما أضيف إليه { كل } القلم 10 إنما هو على فرض وجود أمثال هذا الخاص وهو ضرب من الرمز كما يقال ما بال أقوام يعملون كذا ، ويُراد واحد معين . قال الخطيم التميمي جاهلي ، أو حسان بن ثابت @ زنيم تداعاه الرجال زيادةً كما زيد في عَرض الأديم الأكارع @@ ويطلق الزنيم على من في نسبه غضاضة من قِبَل الأمهات ، ومن ذلك قول حَسان في هجاء أبي سفيان ابن حَرب ، قبل إسلام أبي سفيان ، وكانت أمه مولاةً خلافاً لسائر بني هاشم إذ كانت أمهاتهم من صريح نسب قومهن @ وأنتَ زنيم نيطَ في آل هاشم كما نِيطَ خلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ وإنَّ سَنام المجد من آل هاشم بنُو بنت مخزوم ووالدُكَ العَبْد @@ يريد جدّه أبا أمه وهو مَوهب غلام عبد مناف وكانت أم أبي سفيان سُمية بنت موهب هذا . والقول في هذا الإِطلاق والمرادِ به مماثل للقول في الإِطلاق الذي قبله .