Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 41-41)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم } إضراب انتقالي ثالث إلى إبطال مستند آخر مفروض لهم في سند قولهم إِنا نعْطَى مثل ما يُعطَى المسلمون أو خيراً مما يُعطونه ، وهو أن يُفرض أن أصنامهم تنصرهم وتجعل لهم حَظاً من جزاء الخير في الآخرة . والمعنى بل أثبتت لهم ، أي لأجلهم ونفعهم شركاءُ ، أي شركاء لنا في الإلٰهية في زعمهم ، فحذف متعلِّق { شركاء } لشهرته عندهم فصار شركاء بمنزلة اللقب ، أي أم آلهتهم لهم فليأتوا بهم لينفعوهم يوم القيامة . واللام في { لهم } لام الأجل ، أي لأجلهم بتقدير مضاف ، أي لأجل نصرهم ، فاللام كاللام في قول أبي سفيان يوم أحد « لنا العزى ولا عزى لكم » . وتنكير { شركاء } في حيز الاستفهام المستعملِ في الإِنكار يفيد انتفاء أن يكون أحد من الشركاء ، أي الأصنام لهم ، أي لنفعهم فيعم أصنام جميع قبائل العرب المشترَكَ في عبادتها بين القبائل ، والمخصوصةَ ببعض القبائل . وقد نقل أسلوب الكلام من الخطاب إلى الغيبة لمناسبة وقوعه بعد { سلْهُم أيُّهم بذلك زعيم } القلم 40 ، لأن أخص الناس بمعرفة أحقّية هذا الإِبطال هو النبي صلى الله عليه وسلم وذلك يستتبع توجيهَ هذا الإِبطال إليهم بطريقة التعريض . والتفريع في قوله { فليأتوا بشركائهم } تفريع على نفي أن تنفعهم آلهتهم ، فتعين أن أمر { فليأتوا } أمر تعجيز . وإضافة { شركاء } إلى ضميرهم في قوله { فليأتوا بشركائهم } لإِبطال صفة الشركة في الإِلٰهية عنهم ، أي ليسوا شركاء في الإِلٰهية إلاّ عند هؤلاء فإن الإِلٰهية الحق لا تكون نسبية بالنسبة إلى فريق أو قبيلة . ومثل هذا الإِطلاق كثير في القرآن ومنه قوله { قل ادعوا شركاءكم ثم كِيدُون فلا تُنظرون } الأعراف 195 .