Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 7-7)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تعليل لجملة { فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون } القلم 5ــ 6 باعتبار ما تضمنته من التعريض بأن الجانب المفتون هو الجانب القائل له { إنك لمجنون } الحجر 6 وأن ضده بضده هو الراجع العقل أي الذي أخبرك بما كنّى عنه قوله { فستبصر ويبصرون } القلم 5 من أنهم المجانين هو الأعلم بالفريقين وهو الذي أنبأك بأن سيتضح الحق لأبصارهم فتعين أن المفتون هو الفريق الذين وسموا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون المردودُ عليهم بقوله تعالى { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } القلم 2 إذ هم الضالون عن سبيل ربّ النبي صلى الله عليه وسلم لا محالة ، وينتظم بالتدرج من أول السورة إلى هنا أقيسَة مساواةٍ مندرج بعضها في بعض تقتضي مساواة حقيقة من ضل عن سبل رب النبي صلى الله عليه وسلم بحقيقة المفتون . ومساواة حقيقة المفتون بحقيقة المجنون ، فتُنتج أن فريق المشركين هم المتصفون بالجنون بقاعدة قياس المساواة أن مُساوِيَ المُساوي لشيء مساوٍ لذلك الشيء . وهذا الانتقال تضمن وعداً ووعيداً ، بإضافة السبيل إلى الله ومقابلةِ من ضل عنه بالمهتدين . وعمومُ من ضل عن سبيله وعمومُ المهتدين يجعل هذه الجملة مع كونها كالدليل هي أيضاً من التذييل . وهو بعدَ هذا كله تمهيد وتوطئة لقوله { فلا تُطع المكذبين } القلم 8 .