Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 25-26)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي أقْبِلْ على شأنك من الدعوة إلى الله وذِكر الله بأنواع الذكر . وهذا إرشاد إلى ما فيه عون له على الصبر على ما يقولون . والمراد بالبُكرة والأصيل استغراق أوقات النهار ، أي لا يصدك إعراضهم عن معاودة الدعوة وتكريرها طرفي النهار . ويدخل في ذكر الله الصلوات مثل قوله { وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلَفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } هود 114 ، 115 . وكذلك النوافل التي هي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم بين مفروض منها وغير مفروض . فالأمر في قوله { واذكُر } مستعمل في مطلق الطلب من وجوب ونفل . وذِكر اسم الرب يشمل تبليغ الدعوة ويشمل عبادة الله في الصلوات المفروضة والنوافل ويشمل الموعظة بتخويف عقابه ورجاء ثوابه . وقوله { بكرة وأصيلا } يشمل أوقاتَ النهار كلها المحدودَ منها كأوقات الصلوات وغيرَ المحدود كأوقات النوافل ، والدعاء والاستغفارِ . و بكرة هي أول النهار ، { وأصيلاً } عشياً . وقوله { ومن الليل فاسجد له } إشارة إلى أن الليل وقت تفرغ من بث الدعوة كما تقدم في قوله { قم الليل إلاّ قليلاً } المزمل 2 إلى قوله { علم أن لن تحصوه فتاب عليكم } الآية المزمل 20 وهذا خاص بصلاة الليل فرضاً ونفلاً . وقوله { وسبّحْه } جملة معطوفة على جملة { من الليل فاسجد له } فتعين أن التسبيح التنفل . والتسبيح التنزيه بالقول وبالاعتقاد ، ويشمل الصلوات والأقوال الطيبة والتدبر في دلائل صفات الله وكمالاته ، وغلب إطلاق مادة التسبيح على الصلاة النافلة ، وقال تعالى { وسبح بحمد ربك حين تقوم } الطور 48 ، أي من الليل . وعن عبد الملك بن حبيب و { سبحه } هنا صلاة التطوع في الليل ، وقوله { طويلاً } صفة { ليلاً } وحيث وصف الليل بالطول بعد الأمر بالتسبيح فيه ، عُلم أن { ليلاً } أريد به أزمان الليل لأنه مجموعُ الوقت المقابل للنهار ، لأنه لو أريد ذلك المقدارُ كلُّه لم يكن في وصفه بالطول جدوى ، فتعين أن وصف الطول تقييد للأمر بالتسبيح ، أي سبحه أكثرَ الليل ، فهو في معنى قوله تعالى { قم الليل إلاّ قليلاً } المزمل 2 إلى { أو زد عليه } المزمل 4 أو يتنازعه كل من اسجد و { سبحه } . وانتصب { ليلاً } على الظرفية لـ { سبحه } . وعن ابن عباس وابن زيد أن هاتين الآيتين إشارة إلى الصلوات الخمس وأوقاتها بناء على أن الأصيل يطلق على وقت الظهر فيكون قوله { وسبّحْه } إشارة إلى قيام الليل . وهذه الآية جاءت على وفق قوله تعالى { ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبّح بحمد ربك وكن من الساجدين } الحجر 97 ، 98 وقوله تعالى { واذكر اسم ربك وتبتَّل إليه تبتيلاً رب المشرق والمغرب لا إلٰه إلاّ هو فاتخذه وكيلاً واصبر على ما يقولون } المزمّل 8 10 .