Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 74-74)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الأظهر أنّ هذه جملة معترضة بين جملة { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض } الأنفال 73 ، وجملة { والذين آمنوا من بعد وهاجروا } الأنفال 75 الآية ، والواو اعتراضية للتنويه بالمهاجرين والأنصار ، وبيان جزائهم وثوابهم ، بعد بيان أحكام ولاية بعضهم لبعض بقوله { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله } الأنفال 72 إلى قوله { أولئك بعضهم أولياء بعض } الأنفال 72 فليست هذه تكريراً للأولى ، وإن تشابهت ألفاظها فالأولى لبيان ولاية بعضهم لبعض ، وهذه واردة للثناء عليهم والشهادة لهم بصدق الإيمان مع وعدهم بالجزاء . وجيء باسم الإشارة في قوله { أولئك هم المؤمنون } لمثل الغرض الذي جيء به لأجله في قوله { أولئك بعضهم أولياء بعض } الأنفال 72 كما تقدّم . وهذه الصيغة صيغة قصر ، أي قصر الإيمان عليهم دون غيرهم ممّن لم يهاجروا ، والقصر هنا مقيّد بالحال في قوله { حَقّاً } . فقوله { حقّا } حال من { المؤمنون } وهو مصدر جعل من صفتهم ، فالمعنى أنّهم حاقّون ، أي محقّقون لإيمانهم بأن عضّدوه بالهجرة من دار الكفر ، وليس الحقّ هنا بمعنى المقابل للباطل ، حتّى يكون إيمان غيرهم ممّن لم يهاجروا باطلاً ، لأنّ قرينة قوله { والذين آمنوا ولم يهاجروا } الأنفال 72 مانعة من ذلك ، إذ قد أثبت لهم الإيمان ، ونفى عنهم استحقاق ولاية المؤمنين . والرزق الكريم هو الذي لا يخالط النفع به ضرّ ولا نكد ، فهو نفع محض لا كدر فيه .