Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 25-25)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يجوز أن يكون الاستثناء متصلاً إمَّا على أنه استثناء من الضمير في قوله { لتركبُنَّ طبقاً عن طبق } الانشقاق 19 جرياً على تأويله بركوب طباق الشدائد والأهوال يوم القيامة وما هو في معنى ذلك من التهديد . وإمّا على أنه استثناء من ضمير الجمع في { فبشرهم } الانشقاق 24 والمعنى إلا الذين يؤمنون من الذين هم مشركون الآن كقوله تعالى { إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا } البقرة 160 وقوله في سورة البروج 10 { إن الذين فتَنُوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا } الآية وفعل { آمنوا } على هذا الوجه مراد به المستقبل ، وعبّر عنه بالماضي للتنبيه على معنى مَن تحقق إيمانهم ، وما بينهما من قوله { فما لهم لا يؤمنون } الانشقاق 20 إلى هنا تفريع معترض بين المستثنى والمستثنى منه خصّ به الأَهَمَّ ممن شملهم عموم { لتركبُنَّ طبَقاً عن طبق } الانشقاق 19 . وقيل هو استثناء منقطع من ضمير { فبشرهم } فهو داخل في التبشير المستعمل في التهكم زيادة في إدخال الحزن عليهم . فحرف { إلاّ } بمنزلة لكن والاستدراك فيه لمجرد المضادة لا لِدفع توهم إرادة ضد ذلك ومثل ذلك كثير في الاستدراك ، وأما تعريف بعضهم الاستدراك بأنه تعقيب الكلام برفع ما يُتوهم ثبوته أو نفيُه ، فهو تعريف تقريبي . وجملة { لهم أجر غير ممنون } استئناف بياني كأنَّ سائلاً سأل كيف حالهم يوم يكون أولئك في عذاب أليم ؟ والأجر غير الممنون هو الذي يعطاه صاحبُه مع كرامة بحيث لا يعرَّض له بمنة كما أشار إليه قوله تعالى { جزاء بما كانوا يعملون } الأحقاف 14 ونحوه مما ذكر فيه مع الجزاء سببُه ، والمعنى أن أجرهم سرور لهم لا تشوبه شائبة كدر فإن المنّ ينغّص الإِنعام قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } البقرة 264 وقال النابغة @ عليَّ لِعَمْرو نِعمةٌ بعدَ نعمة لوالده ليستْ بذات عقارب @@ ومن نوابغ الكلم للعلامة الزمخشري طعم الآلاءِ أحْلَى من المَنّ . وهو أمرّ من الآلاء مَعَ المَنّ . ويجوز أن يكون { غير ممنون } بمعنى غير مقطوع يُقال مننت الحبل ، إذا قطعته ، قال تعالى { وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة } الواقعة 32 ، 33 . سأل نافع بن الأزرق الخارجي عبدَ اللَّه بن عباس عن قوله { غير ممنون } فقال غير مقطوع ، فقال هل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم قد عرفه أخو يَشكر يعني الحارث بن حلزة حيث يقول @ فتَرى خَلفَهُنّ من سرعة الرَّجْــــ ــــع منيناً كأنه أهْباء @@ المنين الغبار لأنها تقطعه وراءها .