Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 20-20)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه الجملة مبيّنة لنفي الاستواء الذي في جملة { لا يستوون عند الله } التوبة 19 ومفصّلة للجهاد الذي في قوله { كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله } التوبة 19 بأنّه الجهاد بالأموال والأنفس ، وإدماج لبيان مزية المهاجرين من المجاهدين . والذين هاجروا هم المؤمنون من أهل مكة وما حولها ، الذين هاجروا منها إلى المدينة لما أذنهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إليها بعد أن أسلموا ، وذلك قبل فتح مكة . والمهاجَرة ترك الموطن والحلولُ ببلد آخر ، وهي مشتقّة من الهجر وهو الترك ، واشتقّت لها صيغة المفاعلة لاختصاصها بالهجر القوي وهو هجر الوطن ، والمراد بها ــــ في عرف الشرع ــــ هجرة خاصّة وهي الهجرة من مكة إلى المدينة ، فلا تشمل هجرةَ مَن هاجر من المسلمين إلى بلاد الحبشة لأنّها لم تكن على نية الاستيطان بل كانت هجرة مؤقته ، وتقدّم ذكر الهجرة في آخر سورة الأنفال . والمفضل عليه محذوف لظهوره أي أعظم درجة عند الله من أصحاب السقاية والعمارة الذين آمنوا ولم يهاجروا ولم يجاهدوا الجهاد الكثير الذي جاهده المسلمون أيام بقاء أولئك في الكفر ، والمقصود تفضيل خصالهم . والدرجة تقدّمت عند قوله تعالى { وللرجال عليهن درجة } في سورة البقرة 228 . وقوله { لهم درجات عند ربّهم } في أوائل الأنفال 4 . وهي في كلّ ذلك مستعارة لرفع المقدار . و { عند الله } إشارة إلى أنّ رفعة مقدارهم رفعة رضى من الله وتفضيل بالتشريف ، لأنّ أصل عند أنّها ظرف للقرب . وجملة { وأولئك هم الفائزون } معطوفة على { أعظم درجة } أي أعظم وهم أصحاب الفوز . وتعريف المسند باللام مفيد للقصر ، وهو قصر ادّعائي للمبالغة في عظم فوزهم حتّى إن فوز غيرهم بالنسبة إلى فوزهم يُعَدّ كالمعدوم . والإتيان باسم الإشارة للتنبيه على أنّهم استحقوا الفوز لأجل تلك الأوصاف التي ميزّتهم وهي الإيمان والهجرة والجهاد بالأموال والأنفس .