Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 26-26)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على قوله { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم } التوبة 25 . و { ثم } دالّة على التراخي الرتبي فإنّ نزول السكينة ونزول الملائكة أعظم من النصر الأول يوم حنين ، على أنّ التراخي الزمني مراد تنزيلاً لعظم الشدة وهول المصيبة منزلة طول مدّتها ، فإن أزمان الشدّة تخيّل طويلة وإن قَصُرت . والسكينة الثبات واطمئنان النفس وقد تقدّم بيانها عند قوله تعالى { أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم } في سورة البقرة 248 ، وتعليقها بإنزال الله ، وإضافتها إلى ضميره تنويه بشأنها وبركتها ، وإشارة إلى أنّها سكينة خارقة للعادة ليست لها أسباب ومقدّمات ظاهرة ، وإنّما حصلت بمحض تقدير الله وتكوينه أُنُفاً كرامةً لنبيه صلى الله عليه وسلم وإجابة لندائِه الناسَ ، ولذلك قدّم ذكر الرسول قبل ذكر المؤمنين . وإعادة حرف { على } بعد حرف العطف تنبيه على تجديد تعليق الفعل بالمجرور الثاني للإيماء إلى التفاوت بين السكينتين فسكينة الرسول ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ سكينة اطمئنان على المسلمين الذين معه وثقة بالنصر ، وسكينة المؤمنين سكينة ثبات وشجاعة بعد الجزع والخوف . والجنود جمع جند . والجند اسم جَمع لا واحد له من لفظه ، وهو الجماعة المهيّئة للحرب ، وواحدهُ بياء النسب جُندي ، وقد تقدّم عند قوله تعالى { فلما فصل طالوت بالجنود } في سورة البقرة 249 . وقد يطلق الجند على الأمّة العظيمة ذات القوة ، كما في قوله تعالى { هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود } في سورة البروج 17 ، 18 والمراد بالجنود هنا جماعات من الملائكة موكّلون بهزيمة المشركين كما دلّ عليه فعل أنزل ، أي أرسلها الله لنصرة المؤمنين وإلقاء الرعب في قلوب المشركين ، ولذلك قال { لم تروها } ولكون الملائكة ملائكةَ النصر أطلق عليها اسم الجنود . وتعذيبه الذين كفروا هو تعذيب القتل والأسر والسبي . والإشارة بــــ { وذلك جزاء الكافرين } إلى العذاب المأخوذ من { عَذَّب } .