Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 72-72)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

موقع هذه الجملة بعد قوله { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } التوبة 71 ، كموقع جملة { وعد الله المنافقين والمنافقات } التوبة 68 بعد قوله { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } التوبة 67 الآية . وهي أيضاً كالاستئناف البياني الناشىء عن قوله { أولئك سيرحمهم الله } التوبة 71 مثل قوله في الآية السابقة { يبشرهم ربهم برحمةٍ منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم } التوبة 21 الآية . وفعل المضي في قوله { وعَد الله } إمّا لأنّه إخبار عن وَعد تقدّم في آي القرآن قُصد من الإخبار به التذكيرُ به لتحقيقه ، وإمّا أن يكون قد صيغ هذا الوعد بلفظ المضي على طريقة صِيَغ العقود مثل بِعتُ وتَصدّقتُ ، لكون تلك الصيغة معهودة في الالتزام الذي لا يَتخلّف . وقد تقدّم نظيره آنفاً في قوله { وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم } التوبة 68 . والإظهار في مقام الإضمار دون أن يقال وعَدهم الله لتقريرهم في ذهن السامع ليتمكّن تعلّق الفعل بهم فضلَ تمكّن في ذهن السامع . وتقدّم الكلام على نحو قوله { جنات تجري من تحتها الأنهار } عند قوله تعالى { وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } في سورة البقرة 25 . وعطفُ { ومساكن طيبة في جنات عدن } على { جنات } للدلالة على أنّ لهم في الجنّات قصوراً ومساكن طيّبة ، أي ليس فيها شيء من خبث المساكن من الأوساخ وآثار علاج الطبخ ونحوه نظير قوله { ولهم فيها أزواج مطهرة } البقرة 25 . والعدن الخلد والاستقرار المستمرّ ، فجنّات عدن هي الجنات المذكورة قبلُ ، فذكرها بهذا اللفظ من الإظهار في مقام الإضمار مع التفنّن في التعبير والتنويه بالجنّات ، ولذلك لم يقل ومساكن طيبة فيها . وجملة { ورضوان من الله أكبر } معطوفة على جملة { وعد الله المؤمنين } . والرضوان ــــ بكسر الراء ــــ ويجوز ضمها . وكسرُ الراء لغة أهل الحجاز ، وضمّها لغة تميم . وقرأه الجمهور ــــ بكسر الراء ــــ وقرأه أبو بكر عن عاصم بضمّ الراء ونظيره بالكسر قليل في المصادر ذات الألف والنون . وهو مصدر كالرضى وزيادة الألف والنون فيه تدلّ على قوته ، كالغُفران والشكران . والتنكير في { رضوان } للتنويع ، يدلّ على جنس الرضوان ، وإنّما لم يقرن بلام تعريف الجنس ليتوسّل بالتنكير إلى الإشعار بالتعظيم فإنّ رضوان الله تعالى عَظيم . و { أكبرُ } تفضيل لم يذكر معه المفضَّل عليه لظهوره من المقام ، أي أكبر من الجنّات لأنّ رضوان الله أصل لجميع الخيرات . وفيه دليل على أنّ السعادات الروحانية أعلى وأشرف من الجثمانية . و { ذلك } إشارة إلى جميع ما ذكر من الجنّات والمساكن وصفاتهما والرضوانِ الإلهي . والقصر في { هو الفوز العظيم } قصر حقيقي باعتبار وصف الفوز بعظيم .