Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 82-82)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفريع كلام على الكلام السابق مِن ذِكر فَرحهم ، ومِن إفادة قوله { قل نار جهنّم أشد حرّاً } التوبة 81 من التعريض بأنّهم أهلها وصائرون إليها . والضحك هنا كناية عن الفرح أو أريد ضحكهم فرحاً لاعتقادهم ترويج حيلتهم على النبي صلى الله عليه وسلم إذْ أذن لهم بالتّخلّف . والبكاء كناية عن حزنهم في الآخرة فالأمر بالضحك وبالبكاء مستعمل في الإخبار بحصولهما قطعاً إذ جعلا من أمر الله أو هو أمر تكوين مثل قوله { فقال لهم الله موتوا } البقرة 243 والمعنى أنّ فرحهم زائل وأنّ بكاءهم دائم . والضحك كيفية في الفم تتمدّد منها الشفتان وربّما أسفرتا عن الأسنان وهي كيفية تعرض عند السرور والتعجّب من الحُسن . والبكاءُ كيفية في الوجه والعينين تنقبض بها الوجنتان والأسارير والأنف . ويسيل الدمع من العينين ، وذلك يعرض عند الحزن والعجز عن مقاومة الغلب . وقوله { جزاء بما كانوا يكسبون } حال من ضميرهم ، أي جزاء لهم ، والمجعول جزاء هو البكاء المعاقب للضحك القليل لأنّه سلب نعمة بنقمة عظيمة . وما كانوا يكسبون هو أعمال نفاقهم ، واختير الموصول في التعبير عنه لأنّه أشمل مع الإيجاز . وفي ذكر فعل الكَون ، وصيغة المضارع في { يكسبون } ما تقدّم في قوله { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } التوبة 70 .