Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 90, Ayat: 6-7)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أعقبت مساوي نفسه بمذام أقواله ، وهو التفخر الكاذب والتمدح بإتلاف المال في غير صلاح . وقد كان أهل الجاهلية يتبجحون بإتلاف المال ويعدونه منقبة لإيذانه بقلة اكتراث صاحبه به ، قال عنترة @ وإذَا سَكِرْتُ فإنَّنِي مُسْتَهْلِكٌ مالي وعِرضي وافرٌ لم يُكْلَمِ وَإذَا صَحَوْتُ فَما أقَصِّر عن نَدى وَكَما عَلِمْتَ شمائلي وتكَرُّمِي @@ وجملة { يقول أهلكت مالاً } في موضع الحال من { الإنسان } البلد 4 . وذلك من الكبد . وجملة { أيحسب أن لم يَرَه أحد } بدل اشتمال من جملة { يقول أهلكت مالاً } لأن قوله { أهلكت مالاً لبداً } يصدر منه وهو يحسب أنه راجَ كذبُه ، على جميع الناس وهو لا يخلو من ناس يطلعون على كذبه قال زهير @ ومهْما تكنْ عند امرىء مِن خليقة وإنْ خالها تَخفى على الناسِ تُعْلَمِ @@ والاستفهام إنكار وتوبيخ وهو كناية عن علم الله تعالى بدخيلته وأن افتخاره بالكرم باطل . و { لُبداً } بضم اللام وفتح الموحدة في قراءة الجمهور وهو جمع لُبدة بضم اللام وهي ما تلبد من صوف أو شعر ، أي تجمع والتصق بعضه ببعض وقرأه أبو جعفر { لُبَّداً } بضم اللام وتشديد الباء على أنه جمع لاَبِدٍ بمعنى مجتمع بعضُه إلى بعض مثل صُيَّم وقُوَّم ، أو على أنه اسم على زنة فُعَّل مثل زُمَّل للجَبان وجُبَّإ للضعيف .