Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 94, Ayat: 8-8)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عُطِفَ على تفريع الأمر بالشكر على النعم أمر بطلب استمرار نعم الله تعالى عليه كما قال تعالى { لئن شكرتم لأزيدنكم } إبراهيم 7 . والرغبة طلب حصول ما هو محبوب وأصله أن يعدى إلى المطلوب منه بنفسه ويعدى إلى الشيء المطلوب بــــ في . ويقال رغب عن كذا بمعنى صرَف رغبتهُ عنه بأن رغب في غيره وجُعل منه قوله تعالى { وترغبون أن تنكحوهن } النساء 127 بتقدير حرف الجر المحذوف قبل حرف أنْ هو حرف عَن . وذلك تأويل عائشة أم المؤمنين كما تقدم في سورة النساء . وأما تعدية فعل { فارغب } هنا بحرف { إلى } فلتضمينه معنى الإِقبال والتوجه تشبيهاً بسير السائر إلى من عنده حاجته كما قال تعالى عن إبراهيم { وقال إني ذاهب إلى ربي } الصافات 99 . وتقديم إلى { ربك } على { فارغب } لإِفادة الاختصاص ، أي إليه لا إلى غيره تكون رغبتك فإن صفة الرسالة أعظم صفات الخلق فلا يليق بصاحبها أن يرغب غير الله تعالى . وحُذف مفعول « ارغب » ليعم كل ما يرغبه النبي صلى الله عليه وسلم وهل يرغب النبي إلا في الكمال النفساني وانتشار الدين ونصر المسلمين . واعلم أن الفاء في قوله { فانصب } الشرح 7 وقوله { فارغب } رابطة للفعل لأن تقديم المعمول يتضمن معنى الاشتراط والتقييد فإن تقديم المعمول لما أفاد الاختصاص نشأ منه معنى الاشتراط ، وهو كثير في الكلام قال تعالى { بل الله فاعبد } الزمر 66 وقال { وربَّك فكبر وثيابَك فطهر والرجزَ فاهجر } المدثر 3 ـــ 5 ، وفي تقديم المجرور قال تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } المطففين 26 و " قال النبي صلى الله عليه وسلم لمَن سأل منه أن يَخرج للجهاد « ألكَ أبَوان ؟ قال نعم فقال ففيهما فجاهد » " بل قد يعامل معاملة الشرط في الإِعراب كما روي قول النبي صلى الله عليه وسلم " كما تَكونُوا يُوَلَّ عليكم " بجزم الفعلين ، وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى { فبذلك فليفرحوا } في سورة يونس 58 . وذكر الطيبي عن « أمالي السيد » يَعني ابنَ الشَجَري أن اجتماع الفاء والواو هنا من أعجب كلامهم لأن الفاء تعطف أو تدخل في الجواب وما أشبَهَ الجوابَ بالاسم الناقص ، أو في صلة الموصول الفعلية لشبهها بالجواب ، وهي هنا خارجة عما وضعت له ا هــــ . ولا يبقى تعجب بعد ما قررناه .