Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 16-16)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ؟ في هذه الآية الكريمة حجة واضحة على كفار مكة ، لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث إليهم رسولاً حتى لبث فيهم عمراً من الزمن . وقدر ذلك أربعون سنة ، فعرفوا صدقه ، وأمانته ، وعدله ، وأنه بعيد كل البعد من أن يكون كاذباً على الله تعالى ، وكانوا في الجاهلية يسمونه الأمين ، وقد ألقمهم الله حجراً بهذه الحجة في موضع آخر ، وهو قوله { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } المؤمنون 69 ولذا لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان ، ومن معه من صفاته صلى الله عليه وسلم ، قال هرقل لأبي سفيان هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال أبو سفيان فقلت لا ، وكان أبو سفيان في ذلك الوقت زعيم الكفار ، ورأس المشركين ومع ذلك اعترف بالحق ، والحق ما شهدت به الأعداء . فقال له هرقل فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ، ثم يذهب فيكذب على الله . اهـ . ولذلك وبخهم الله تعالى بقوله هنا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } .