Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-3)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في أول سورة الواقعة ، وقال : كالطامة والصاخة ، والآزفة ، والقارعة . 1هـ . أي وكذلك الصاخة والساعة . ومعلوم أن الشيء إذا عظم خطره كثرت أسماؤه . أو كما روي عن الإمام علي : كثر الأسماء تدل على عظم المسمى . ومعلوم أن ذلك ليس من المترادفات ، فإن لكل اسم دلالة على معنى خاص به . فالواقعة لصدق وقوعها ، والحاقة لتحقق وقوعها ، والطامة لأنها تطم وتعم بأحوالها ، والآزفة من قرب وقوعها أزفت الآزفة مثل اقتربت الساعة ، وهكذا هنا . قالوا : القارعة مثل قرع الصوت الشديد لشدة أهوالها . وقيل : القارعة اسم للشدة . قال القرطبي : تقول العرب : قرعتهم القارعة وفقرتهم الفاقرة ، إذا وقع بهم أمر فظيع . قال ابن جرير : @ وقارعة من الأيامِ لولا سبيلهم لزاحت عندك حِينا @@ وقال تعالى : { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ } [ الرعد : 31 ] ، وهي الشديدة من شدائد الدهر . وقوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } ، تقدم قولهم : إن كل ما جاء وما أدراك أنه يدريه وما جاء وما يدريك لا يدريه . وقد أدراه هنا بقوله : { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } [ القارعة : 4 - 5 ] ، وهذا حال من أحوالها . وقد بين بعض الأحوال الأخرى في الواقعة بأنها خافضة رافعة ، وهي الطامة والصاخة : ينظر المرء ما قدمت يداه . وقوله : { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } [ عبس : 34 - 35 ] . وأيضاً فإن كل حالة يذكر الحال الذي يناسبها ، فالقارعة من القرع وهو الضرب ، ناسب أن يذكر معها ما يوهْن قوى الإنسان إلى ضعف الفراش البثوث ، ويفكك ترابط الجبال إلى هباء العهن المنفوش .