Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 88-88)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن نبيه شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، أنه أخبر قومه أنه إذا نهاهم عن شيء انتهى هو عنه وأن فعله لا يخالف قوله . ويفهم من هذه الآية الكريمة أن الإنسان يجب عليه أن يكون منتهياً عما ينهى عنه غيره ، مؤتمراً بما يأمر به غيره . وقد بين تعالى ذلك في مواضع آخر . كقوله { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } البقرة 44 الآية . وقوله { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } الصف 3 . وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال " يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار ، فيدور بها كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع عليه أهل النارفيقولون أي فلان . ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ ! فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه " . ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم " فتندلق أقتابه " أي تتدلى أمعاؤه . وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو نُعيم في الحلية ، وابن مردودية والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رايت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، كلما قرضت رجعت . فقلت لجبريل من هؤلاء ؟ قال هؤلاء من الخطباء من أمتك ، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون " قاله صاحب " الدر المنثور " اهـ . وقد قال الشاعر @ لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم @@ وقد أجاد من قال @ وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس وهو مريض @@ ومعلوم أن عمل الإنسان بما ينصح به غيره أدعى لقبول غيره منه . كما قال الشاعر