Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 24-24)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار إذا سئلوا عما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قالوا لم ينزل عليه شيء . وإنما هذا الذي يتكلم به من أساطير الأولين ، نقله من كتبهم . والأساطير جمع أسطورة أو إسطارة ، وهي الشيء المسطور في كتب الأقدمين من الأكاذيب والأباطيل . أصلها من سطر إذا كتب . ومنه قوله تعالى { وَكِتَابٍ مُّسْطُورٍ } الطور 2 . وقال بعض العلماء الأساطير الترهات والأباطيل . وأوضح هذا المعنى في آيات أخر . كقوله { وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } الفرقان 5 ، وقوله { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } الأنفال 31 ، إلى غير ذلك من الآيات . وقوله { ماذا } يحتمل أن تكون " ذا " موصولة و " ما " مبتدأ ، وجملة " أنزل " صلة الموصول ، والموصول وصلته خبر المبتدأ . ويحتمل أن يكون مجموعهما اسماً واحداً في محل نصب ، على أنه مفعول " أنزل " كما أشار له في الخلاصة بقوله @ ومثل ماذا بعد ما استفهام أو من إذا لم تلغ في الكلام @@ وبين جل وعلا كذب الكفار في دعواهم أن القرآن أساطير الأولين بقوله { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } الفرقان 6 الآية ، وبقوله هنا { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } النحل 25 .