Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 100-100)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بيَّن تعالى في هذه الآية أن بني آدم لو كانوا يملكون خزائن رحمته - أي خزائن الأرزاق والنعم - لبخلوا بالرزق على غيرهم ، ولأمسكوا عن الإعطاء . خوفاً من الإنفاق لشدة بخلهم . وبين أن الإنسان قتور أي بخيل مضيق . من قولهم قتر على عياله ، أي ضيق عليهم . وبين هذا المعنى في مواضع أخر . كقوله تعالى { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ ٱلْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ ٱلنَّاسَ نَقِيراً } النساء53 ، وقوله { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } المعارج19 - 22 الآية ، إلى غير ذلك من الآيات . والمقرر في علم العربية أن " لو " لا تدخل إلا على الأفعال . فيقدر لها في الآية فعل محذوف ، والضمير المرفوع بعد " لو " أصله فاعل الفعل المحذوف . فلما حذف الفعل فصل الضمير . والأصل قل لو تملكون ، فحذف الفعل فبقيت الواو فجعلت ضميراً منفصلاً هو أنتم . هكذا قاله غير واحد ، والعلم عند الله تعالى .