Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 86-86)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } الآية . قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم " حمئة " بلا ألف بعد الحاء ، وبهمزة مفتوحة بعد الميم المكسورة . وقرأه ابن عامر وحمزة والكسائي وشعبة عن عاصم " حامية " بألف بعد الحاء ، وياء مفتوحة بعد الميم المكسورة على صيغة اسم الفاعل . فعلى القراءة الأولى فمعنى " حمئة " ذات حمأة وهي الطين الأسود ، ويدل لهذا التفسير قوله تعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } الحجر 26 والحمأ الطين كما تقدم . ومن هذا المعنى قول تبع الحميري فيما يؤثر عنه يمدح ذا القرنين @ بلغ المشارق والمغارب يبتغى أسباب أمر من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد @@ والخلب - في لغة حمير - الطين . والثأط الحمأة . والحرمد الأسود . وعلى قراءة " حامية " بصيغة اسم الفاعل ، فالمعنى أنها حارة ، وذلك لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها ، وملاقاتها الشعاع بلا حائل . ولا منافاة بين القراءتين حق . قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره " وجدها تغرب في عين حمئة " أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط ، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه - إلى آخر كلامه . ومقتضى كلامه أن المراد بالعين في الآية البحر المحيط ، وهو ذو طين أسود . والعين تطلق في اللغة على ينبوع الماء . والينبوع الماء الكثير . فاسم العين يصدق على البحر لغة . وكون من على شاطىء المحيط الغربي يرى الشمس في نظر عينه تسقط في البحر أمر معروف . وعلى هذا التفسير فلا إشكال في الآية ، والعلم عند الله تعالى .