Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 34-34)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اعلم أن هذا الحرف فيه قراءتان سبعيتان قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي { قَوْلَ ٱلْحَقِّ } بضم اللام . وقرأه ابن عامر وعاصم { قَوْلُ ٱلْحَقِّ } بالنصب . والإشارة في قوله " ذلك " راجعة إلى المولود المذكور في الآيات المذكورة قبل هذا . وقوله " ذلك " مبتدأ ، " وعيسى " ، خبره ، و " ابن مريم " نعت لـ " عيسى " وقيل بدل منه . وقيل خبر بعد خبر . وقوله { قَوْلَ ٱلْحَقِّ } على قراءة النصب مصدر مؤكد لمضمون الجملة . وإلى نحوه أشار ابن مالك بقوله في الخلاصة @ والثاني كابني أنت حقاً صرفاً @@ وقيل منصوب على المدح وأما على قراءة الجمهور بالرفع " فقول الحق " خبر مبتدأ محذوف ، أي هو أي نسبته إلى أمه فقط قول الحق . قال أبو حيان . وقال الزمخشري وارتفاعه على أنه خبر بعد خبر ، أو بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف . قال مقيدة عفا الله عنه وغفر له اعلم أن لفظة " الحق " في قوله هنا " قول الحق " فيها للعلماء وجهان الأول - أن المراد بالحق ضد الباطل بمعنى الصدق والثبوت . كقوله { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ } الأنعام 66 وعلى هذا القول فإعراب قوله " قول الحق " على قراءة النصب أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة كما تقدم . وعلى قراءة الرفع فهو خبر مبتدأ محذوف كما تقدم . ويدل لهذا الوجه قوله تعالى في " آل عمران " في القصة بعينها { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ } آل عمران 60 . الوجه الثاني - أن المراد بالحق في الآية الله جل وعلا . لأن من أسمائه " الحق " كقوله { وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ } النور 25 ، وقوله { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } الحج 6 الآية . وعلى هذا القول فإعراب قوله تعالى { قَوْلَ ٱلْحَقِّ } على قراءة النصب أنه منصوب على المدح . وعلى قراءة الرفع فهو بدل من " عيسى " أو خبر ، بعد خبر ، وعلى هذا الوجه فـ " قول الحق " ، هو " عيسى " كما سماه الله كلمة في قوله { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ } النساء 171 ، وقوله { إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ } آل عمران45 الآية . وإنما سمى " عيسى " كلمة لأن الله أوجده بكلمته التي هي " كن " فكان . كما قال { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن } آل عمران 59 . والقول والكلمة على هذا الوجه من التفسير بمعنى واحد . وقوله { ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُون } أي يشكون . فالامتراء افتعال من المرية وهي الشك . وهذا الشك الذي وقع للكفار نهى الله عنه المسلمين على لسان نبيهم في قوله تعالى { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ } آل عمران 59 - 60 وهذا القول الحق الذي أوضح الله به حقيقة الأمر في شأن عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بعد نزوله على نبينا صلى الله عليه وسلم - أمره ربه أن يدعو من حاجة في شأن عيسى إلى المباهلة . ثم أخبره أن ما قص عليه من خبر عيسى هو القصص الحق ، وذلك في قوله تعالى { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ } آل عمران61 - 62 الآية . ولما نزلت ودعا النبي صلى الله عليه وسلم وفد نجران إلى المباهلة خافوا الهلاك وأدوا كما هو مشهور .